نؤمن بأن أكثر اليمنيين يجمعون بصورة كاملة على أهمية الحوار، وقد تجسد في جلسة الدعوات واللقاءات والندوات وحتى المنتديات، وما يكتبه الصحفيون والمثقفون لبلورة هذه المهمة الحوارية والسياسية المهمة حتى أصبحت قاب قوسين من الحقيقة والتطبيق وقطف ثمار الدعوات والجهود التي ما تنفك تصب لإخراج هذه المهمة من الصمت إلى العمل والهدف المطلوب وعن التنظير والدراسة إلى الرؤية الصحيحة النافذة. لكن برغم هذا الكم من الحديث عن الحوار ورغم الجهود السياسية وحلقات الرأي والنقاش ووجهات النظر والاختلاف أحياناً فهل نجحنا حقاً في إدارة الحوار بيننا على نحو من تحويله إلى منطلق سياسي آخر رديف للرأي والتعبير والديمقراطية، وتحويله وهذا هو المهم جسراً محكماً قوياً لا تزعزعه الرياح وأصداء لا تجدي ولا تفيد من أجل المزيد من التواصل والتآلف وتواصل المسيرة وقطع الطريق على قوى الحقد والكراهية والفتنة..؟ نقول وبكل صدق وفخر واعتزاز تحقق الشيء الكثير في هذا المضمار وما زال يرافق التجربة القصور ويكشف لنا كل يوم ألواناً من التربية وترسيخ مداميك أعمدة الحوار بكثير من الاجتهادات المحتملة والناجحة والدفع السياسي المأمول. إن ثقافة الحوار والتحاور لن تكون لها قيمة ما لم يلتزم الجميع بسد الطريق على الأصوات النشاز، والذين يؤمنون بأن الخلاف تقويض لشيء جميل.. لهذا فعلينا تحسين الأداء ونفرش الطريق وروداً ومزيداً من التربية السياسية والإيمان الحقيقي والصادق بأن للحوار قيمة وبه تنمو النفوس وتعلو القلوب وتعزز الوحدة ونصل إلى الهدف. ولعل ذلك يسهم في إنجاح ما هو مأمول على طريق إنجاح المبادرة الخليجية للخروج من الأزمة السياسية الحالية.