لن أتحدث هنا عن أعداء الثورة أو من وقفوا في صف صالح جهاراً نهاراً ورددوا شعار الشعب يريد علي عبدالله صالح. ولن أتحدث أيضاً عن الفئة التي يحب أن يسميها البعض بالفئة الصامتة مع اعتقادي بأن الصمت وعدم الجهر بالحق ومناصرة ثورة الشعب جريمة أصلاً. لكنني سأتحدث هنا عن أناس انضموا للثورة وناصروها ومشوا في مسيراتها وباتوا في خيامها أيضاً. أناس لاهم لهم اليوم إلا الترويج لأكذوبة أن الثورة سرقت .وعندما تسألهم من سرق الثورة تجدهم يناقضون أنفسهم وهم يعددون الأشخاص والجهات والأحزاب التي بزعمهم سرقت الثورة بل يصل الحال ببعضهم إلى ذكر كل الثوار والمؤيدين لهم إلا أنفسهم وأصحاب جماعتهم. أعتقد - جازماً - بأن الكثير من أصحاب النفوس المريضة والمصالح الضيقة الباحثين عن مكاسب شخصية لم تتحقق بعد التسوية السياسية، هم من يروجون مثل هذه الادعاءات ولم يعلموا بأن الثوار اليوم أكثر إدراكاً ومعرفة، فلئن تقاسم الناس المناصب وأتت المعارضة إلى الحكم فلا يعني ذلك سرقة للثورة وكلنا يدرك بأنه عندما خرج الشباب بمسيراتهم وبدأوا اعتصامهم وصلّوا أول جمعة في ال11من فبراير لم يكن حلم أحدهم ولاهمه منصباً أو وزارة ما. يزعم من ينصّبون أنفسهم حراساً للثورة ومنقذين لها بأن انضمام المشترك وبعض القيادات العسكرية والشخصيات القبلية كان فقط لسرقة الثورة، ولم يدرك هؤلاء بأن ثورة الشعوب لاتستثني ولا تمنع أحداً من الانضمام إليها، شريطة الالنزام بأهدافها ولنسل أنفسنا هل كانت ستنجح ثورتنا أو ستصل إلى ماوصلت إليه إذا كان المنضمون واقفين في صف صالح؟ الثورة لم تسرق لأنها إرادة شعب ولا يمكن السطو عليها أبداً. الثورة لم ولن تسرق لأن حلم الثوار في التغيير قادم بل قد بدأ الآن وقد بدأنا نتذوق طعمه، فنحن نشعر بطعم التغيير عندما نرى الفاسدين يتساقطون واحداً بعد آخر وكل يبحث عن منقذ فيرى أقرب المقربين يقول نفسي نفسي. نشعر بطعم التغيير عندما نرى أخبار صالح فقط في خانة التهاني أو التعازي وأحياناً التنديد والشجب. نشعر بطعم التغيير عندما نقرأ صحيفتي الجمهورية والوحدة مثلا،ً ونرى سمير اليوسفي وحسن عبدالوارث وقد عادا لرئاسة تحرير الصحيفتين بعد أن تركا أعمالهما لأجل الثورة فعادت بهما الثورة لنقرأ بعودتهما هاتين الصحيفتين بهذا النفس المنحاز للشعب والوطن والأهم من ذلك أن كل هذا التغيير لم يكن ليحدث لولا أن ثورتنا نجحت وآتت أكلها فكيف سرقت؟ أنا لا أفترض أن كل المنضمين للثورة ملائكة ولكني على يقين جازم بأنهم يدركون منذ انضمامهم كما بات يدرك صالح ونظامه أن الوقوف أمام إرادة الشعب أو التفريط في أي من مكاسب الوطن صعود على منصة الإعدام السياسي. ليدرك هؤلاء القوم بأن التسوية ماضية نحو التغيير وأن اتفاقها لابد أن يلتزم به الجميع إن كانوا حريصين على الوطن ومخلصين للثورة وشهدائها، لذا فليعلموا بأنه وكما بات واضحاً بألا متسع للعابثين في الوطن فلا مكان للمرجفين في الثورة.