ظروف الفترة الماضية وصولاً إلى اللحظة كشفت الكثير من الحقائق، ووجهت القناعات وأجابت عن أكثر الأسئلة تعقيداً، ووضعت الجميع أمام أنفسهم لمعرفة ماذا يريد كل واحد منا، وأمام النفس يكون الجواب دقيقاً وواضحاً وصحيحاً، وإن ظهر غير ذلك لدواعٍ شخصية وسياسية. كل الذين وقفوا وقفة صدق أمام أنفسهم تشكّلت قناعات كل واحد منهم ورؤيته لأفضل الحلول لما حدث ويحدث بعيداً عن تأثيرات السياسة والولاء والمصالح وبعيداً عن المخاوف أيضاً. تلك الحلول ليست فردية ولا هي من أجل أشخاص أو فئات أو أحزاب، هي في لحظة الصدق يجب أن تكون من أجل وطن. الحقيقة لقد وقفت وفكرت بعد كل ما حدث؛ ما الذي يضمن سريان الحلول واستقرار الأوضاع وخروج الناس من هذا النفق الطويل المظلم؟! فتبيّن لي مثلما تبيّن لغيري أن بقاء بعض الشخصيات في الواجهة يعني بقاء التوتر والصراع؛ وبالتالي سيكون من الصعب سريان الاتفاقيات والحلول في وجود أولئك الناس. ولأن مصلحة البلاد والعباد هي الأهم والأبقى فإن قائمة المطلوب مغادرتهم البلد أصبحت هي الأساس لتحقيق الوفاق وإحداث التغيير الصحيح والسليم. قائمة المغادرين أصبحت ضرورة شاء من شاء وأبى من أبى، وعدا ذلك تبقى المعوقات كبيرة جداً، وسيطول أمد الخلافات وسوف تأخذ مسارات قد يصعب التنبؤ بها. أعتقد إلى هنا ويكفي، والناس على علم بالأسماء الواجب خروجها، ولا بأس أن نقول "موقتاً" لأن المغادرة الدائمة تعني مصادرة حق المواطنة، وليس من حق أحد أن يلغي مواطنة غيره لأي سبب، المهم أن ينسحب أولئك الذين يشكّلون عائقاً أمام استقرار الأوضاع وأمام حدوث تحول تاريخي لمصلحة الشعب. لن نذكر أسماء هنا ولن نقول إن هذا أسوأ من ذلك، ولكن طالما هؤلاء وأولئك تحولوا إلى حجر عثرة أمام الحلول فلا بأس من خروجهم جميعاً حقناً للدماء وصوناً للأرواح، وأعتقد أن خروجهم سيكون ميزة لهم في ظل هذه التعقيدات. وبالمناسبة كثيراً ما سمعنا ونسمع أناساً عاديين لا علاقة لهم بالأزمات والمشكلات وهم يتمنون الخروج من هذه البلاد لأسباب أخرى، ولكن في النهاية نعلم جميعاً أن اليمنيين أكثر شعب يعشق الهجرة والاغتراب لاعتقادهم أن البلدان الأخرى أفضل من بلادهم، والأسباب التي أوجدت هذه القناعة لها ارتباط وثيق بالأسماء المطلوب خروجها الآن لحل المشكلات العالقة. لقد وصل الأمر إلى نقطة المفاضلة بين عدد محدد من الشخصيات أو وطن وشعب، وبالعقل علينا أن نختار الوطن والشعب، وبالمقابل لن يغادر أصحاب القائمة إلى المحرقة، بل سيذهبون ليعيشوا بكرامة وخير يُحسدون عليه، وستكون هناك أسماء من مختلف الأطراف والتي تشكّل أسباب الأزمة وتفتح احتمالات سيئة جداً فيما لو ظلّت في مواقعها أو في البلد، ولنفكر جميعاً بالأمر لندرك ضرورته.