"القسام" تعلن عن عمليات "نوعية" ضد قوات العدو جنوب قطاع غزة    شركة النفط: الوضع التمويني مستقر    الدكتور عبدالله العليمي يعزي العميد عبده فرحان في استشهاد نجله بجبهات تعز    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الدكتور عبدالله محمد المجاهد    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    مفتي عُمان يبارك "الانجاز الكبير" لليمن بضرب مطار بن غوريون    تحالف (أوبك+) يوافق على زيادة الإنتاج في يونيو القادم    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52535 شهيدا و118491 مصابا    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    وزير الدفاع الإسرائيلي: من يضربنا سنضربه سبعة أضعاف    عدن: تحت وقع الظلام والظلم    ريال مدريد يتغلب على سيلتا فيغو في الدوري الاسباني    «كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"    هيئة رئاسة مجلس الشورى تشيد بوقفات قبائل اليمن واستعدادها مواجهة العدوان الأمريكي    بن بريك اعتمد رواتب لكل النازحين اليمنيين في عدن    أعضاء من مجلس الشورى يتفقدون أنشطة الدورات الصيفية في مديرية معين    وفاة طفلتين غرقا بعد أن جرفتهما سيول الأمطار في صنعاء    شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطار بن غوريون بصاروخ يمني    الدكتور أحمد المغربي .. من غزة إلى بلجيكا.. طبيب تشكّل وعيه في الانتفاضة، يروي قصة الحرب والمنفى    الخبجي : لا وحدة بالقوة.. ومشروعنا الوطني الجنوبي ماضٍ بثبات ولا تراجع عنه    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 4 مايو/آيار2025    الوزير البكري يهنئ سالم بن بريك بمناسبة تعيينه رئيسًا للحكومة    أبو عبيدة:التصعيد اليمني على الكيان يتجاوز المنظومات الأكثر تطوراً بالعالم    وجّه ضربة إنتقامية: بن مبارك وضع الرئاسي أمام "أزمة دستورية"    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    بن بريك والملفات العاجلة    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    هدف قاتل من لايبزيغ يؤجل احتفالات البايرن بلقب "البوندسليغا"    ترحيل 1343 مهاجرا أفريقيا من صعدة    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    التركيبة الخاطئة للرئاسي    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    أين أنت يا أردوغان..؟؟    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    العدوان الأمريكي يشن 18 غارة على محافظات مأرب وصعدة والحديدة    اعتبرني مرتزق    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    الحقيقة لا غير    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    من يصلح فساد الملح!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقيب:إبقاء الجنوب تحت طائلة التهميش والظلم أسواء من الإنفصال الجغرافي والسياسي
نشر في الاشتراكي نت يوم 19 - 09 - 2012

قال الدكتور عيدرس نصر ناصر النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني في حوار اجراه معه لموقع يافع نيوز ان الحزب الاشتراكي يرى أن المشروع الوحدوي قد وئد في طفولته المبكرة وان الاشتراكي اكد في أكثر من مره أن خيار الدولة الشطرية لم يكتب له النجاح حتى في ظروف الحرب الباردة ووجود معسكرين يدعمان الشطرين، ولا أعتقد أن النجاح سيحالفه في المستقبل لا في الشمال ولا في الجنوب، كما أن خيار ي الوحدة الاندماجية التي هرول لها البعض بلا دراسة ولا تأني ولاحتى وضع مرجعيات جزائية على من يخل بشروطها والوحدة بالحرب قد أثبتا فشلهما من خلال ما وصلت إليه البلد من نتائج كارثية تجلى رفض الشعب لها في ثورته السلمية، وأضاف « النقيب» انه لابد من البحث عن خيار رابع يضمن استعادة الشعب لحقه في تقرير مستقبله ورسم خياراته السياسية والاقتصادية، ويحمي الشعب من التفكك والتشظي إلى فتات يصعب إعادة تجمي عه من جديد
وأضاف أيضا" أرى أن خيار الفدرالية الثنائية يمكن أن يحقق قدرا من التوازن السياسي ويعيد الأمور إلى نصابها من خلال دولة اتحادية بنظام حكم برلماني، وغرفتين برلمانيتين، يتساوى فيها إقليمي البلد في عدد الأعضاء وفي تركيبة الحكومة والمؤسسة العسكرية، على النحو الذي يحمي البلد من مخاطر المركزية المفرطة ومخاطر التفكك المدمر".
وبخصوص مشاركة الجنوبيين في الحوار قال “ أن على الجنوبيين أن يذهبوا إلى مؤتمر الحوار وأن يقدموا القضية الجنوبية على النحو الذي يبين مشروعيتها وأهليتها وعدالتها للناس جميعا “
نص الحوار كما ورد في "يافع نيوز"
س1 : الدكتور عيدروس النقيب كان من الاوائل الذين تحدثوا عن قضية شعب الجنوب وما يعانيه من ظلم وتهميش وإقصاء وأبرز ذلك في سائل الاعلام المختلفة وكذلك في ندوات تم تنظيمها في صنعاء وعدن وغيرها وكان الصوت المدافع عن الحراك الجنوبي والمعتقلين في البرلمان . هل ترى انك تعرضت للتهميش من قبل قيادات الحراك ونكران الجميل من قبل شعب الجنوب ؟
ج . أولا أشكركم وأشكر كافة أسرة موقع ( يافع نيوز) الإخباري لهذه الاستضافة الكريمة، وأحيي هذه الإطلالة الرائعة التي بدأ بها الموقع متمنيا له التقدم والاستمرار في السير على المهنية والحيادية وتبني قضايا الناس وهمومهم، للتميز عن الكثير من الغثاء الذي يملأ الفضاء الإلكتروني دون أن يقدم شيئا مما ينفع الناس، فيمكث في الأرض، . . . وحول سؤالكم لست أدري إلى أي مدى استطعت أن أقدم ما أشرتم إليه تجاه القضية الجنوبية، وإذا ما قدمت شيئا فهو جزء من واجبي الإخلاقي والسياسي والقانوني تجاه المواطنين الذين ذاقوا وما يزالون يذوقون الأمرين جراء السياسات الجائرة التي أنتجتها حرب 1994م الظالمة، أما القول بالتهميش وغير ذلك فليس لي حق عند أحد حتى أطالب به، نحن جميعا لنا حق عند طرف واحد هو مغتصب الأرض وناهب الحق وسالب الثروة ومستبيح أملاك الجنوبيين أما الحراك فليس لديه غنائم يوزعها حتى نتنازع عليها، ومن يتقدم الصفوف هو من قد ينال النصيب الأكبر من التضحية والأذى، ومن يفكر بعكس ذلك هو واهم.
س2 : ما صحة طلبك اللجوء السياسي في بريطانيا كما نشرت بعض المواقع الاخبارية قبل فترة ؟
ج. المواقع تنشر الكثير والكثير وليس كل ما ينشر على المواقع الإلكترونية صحيح، أنا اكتشفت أنني لم أدخل مستشفى منذ ميلادي إلا للفحوص الروتينية، وعندما دخلت أحد المستشفيات البريطانية وجدت لدي خلل في وظائف الكلى فضلا عن الارتفاع الحاد والانخفاض الحاد في السكر والضغط والكولسترول وانزلاقين في العمود الفقري، فقررت أن أعطي جسمي ما له من الحق علي، وعندما استكمل العلاج هناك متسع من الوقت لكل شيء، ونحن على العموم نعيش قضايا الوطن كل يوم وكل ساعة.
س3 : كيف تنظرون الى وضع اليمن اليوم وهل حققت المبادرة الخليجية اهداف ثورة الشباب ؟
ج. علينا ونحن نقيم وضع اليمن، أن نتنبه إلى مجموعة من المعطيات المهمة أهمها: أولا أن الزلزال اليمني الذي بدأ في الجنوب عام 2007م وسبق ما تعارفنا عليه بالربيع العربي بسنوات، (ربما لتميز القضية الجنوبية عن الأوضاع في بلدان الربيع العربي)، ثم امتد ليشمل كل اليمن في العام 2011م، إن هذا الزلزال قد قلب الكثير من المعادلات السياسية وموازين القوى وأحدث تغييرا جذريا في التوازن السياسي لصالح قوى التغيير نحو الديمقراطية الحقة والدولة المدنية وحق المواطنة، وثانيا: إن عملية التغيير قد بدأت وهي ستمضي رغم الكثير من محاولات الإعاقة سواء ممن أصروا على البقاء في الماضي ورفضواالانصياع لقانون التغيير أو من قبل الذين التحقوا بالثورة هربا من استحقاقاتها، هذ التغيير سيمضي في طريقه، ووصوله إلى مبتغاه يتوقف على تمسك القوى المدنية بمواصلة الثورة حتى النهاية، وكل من يحاول الالتفاف على الثورة سيكون واهم حتى لو كان من أقوى أنصار الثورة، لأن هذه الثورة تختلف عن كل الثورات اليمنية بأنها ثورة كل الشعب وليست ثورة نخبة من العسكر أو الفدائيين أو السياسيين أو الانقلابيين غير المتصلين بالشعب.
ثالثا أن المبادرة الخليجية ليست بديلا للثورة وليست ضد الثورة بل إنها تشكل نوعا من التنظيم لعملية انتقال السلطة، لكنها لا تمنع ولا يمكن أن تمنع الثوار من مواصلة نضالهم حتى النهاية والأمر يتوقف على قدرتهم على التمسك بحقهم النضالي حتى تحقيق التغيير المنشود وعدم الاكتفاء بتنحية الرئيس وبعض رموزه، وبالتالي فالثورة مستمرة وهي عملية صيرورة طويلة المدى لا تتوقف عند لحظة معينة بل تستمر حتى تحقق عملية التغيير كاملة دونما انتقاص.
س4 : بين الفترة والأخرى يصدر الحزب الاشتراكي اليمني بيانات ينتقد فيها تعيينات الرئيس هادي ويقول انه يتم تهميشه ، هل فعلا هناك تهميش للحزب وقياداته وعدم التشاور معهم عند الاختيار والتعيين ويكتفي الرئيس هادي بالتشاور مع الاصلاح والمؤتمر ؟
ج. أعتقد أن هناك مشكلة في وعي البعض تقوم على الاعتقاد أن الثورة جاءت من أجل أن يحل هذا البعض أو ذاك محل النظام السابق، وليس تغيير السياسات، باعتقادي أن هذه المسألة لا تعبر عن الرغبة في تعزيز مجرى الثورة وفي إحداث تغيير في أسلوب إدارة البلاد بل تركز على تغيير الأشخاص وربما على الاستحواذ على أكبر عدد من المناصب، شخصيا لا أرى أي مشكلة في موضوع تقسيم المناصب، وأتمنى لو يبقى الحزب الاشتراكي معارضا بصورة نهائية حتى الانتخابات القادمة، لكن تغليب لون سياسي على التشكيلة الإدارية وفي المواقع التنفيذية والعسكرية في ظل الحديث عن حكومة وفاق وطني إنما يعبر عن الرغبة في الإقصاء الذي ليس بالضرورة أن يكون الاشتراكي هو المستهدف منه بل نحن ضد الإقصاء من حيث المبدأ لأن هذا هو ما قامت الثورة ضده، إذ إنه يتناقض مع مبدأ الشراكة الوطنية التي نحن بصدد العمل من أجل تعزيزها مع كل ألوان الطيف السياسي. . الحزب الاشتراكي ليس لديه مطامع في الاستحواذ أو الحصول على نصيب أكبر أو أقل من المناصب والمواقع، لكنه يتحدث عن مبدأ الشراكة الواسعة لكل الناس والتخلص من سياسات الإقصاء والاستحواذ التي ثار الشعب ضدها.
س 5 : قال اليدومي في مقابلة مع قناة الجزيرة ان د. ياسين سعيد نعمان لم يتعرض لمحاولة اغتيال وإنما كان حادث عرضي بينما قال د. ياسين سعيد نعمان في مقابلة مع صحيفة الاخبار انها كانت محاولة متعمدة لقتله ؟ من نصدق وهل هذا دليل على وجود خلاف داخل اللقاء المشترك؟
ج. نحن في الحزب الاشتراكي لا نرغب في الخوض في التأويلات والاجتهادات التي تصدر هنا أو هناك في ما يخص استهداف قيادات الاشتراكي وغيرهم من الوزراء والقيادات العسكرية والسياسية، لكننا في نفس الوقت نحذر من مغبة التهوين من المحاولات المتكررة التي قد تقود إلى عواقب لا يعلم نتائجها إلا الله، نحن ننتظر نتائج التحقيق وكشف كل ملابسات القضية من خلال كشف من وقف وراء هذه الحوادث ومن يخطط لها ، وما هي الاجراءات التي ستتخذ بحق مرتكبيها، أما لو جرى تقييدها ضد مجهول فهو ما يعني أن علينا أن ننتظراضطرابات وردود أفعال قد تخرج عن سيطرة الجميع، وعلى الذين يستعذبون العبث بأرواح ودماء الناس أن يعلموا أن لكل فعل رد فعل قد لا يساويه في القوة بل قد يتجاوزه إلى عشرات المرات.
س6: وافق الرئيس هادي على 20 نقطة تقدمت بها لجنة التواصل والحوار ومعظم النقاط تقدم بها الحزب الاشتراكي اليمني هل ترون ان هذه النقاط كافية لقبول الجنوبيين بالحوار ؟ وهل هذه النقاط قابلة للتنفيذ ام هي مجرد (دغدغة) لمشاعر الجنوبيين حتى يتم استدراجهم للحوار ؟ وماذا اذا لم يتم تنفيذها هل ستنسحبون من الحوار ؟
ج. أولا علينا أن نتفق على أن الحوار ليس فخاً حتى يستدرج إليه أحدٌ بل إنه قيمة حضارية تتمثل أهميتها في إحلال الفكرة والحجة المنطقية محل الاحتكام إلى البندقية والرصاص، ثانيا: هذه النقاط التي تحدثت عنها ليست حلا للقضية الجنوبية ولكنها تمثل مدخلا لتأكيد حسن النية في الذهاب باتجاه الحلول الجذرية للقضية الجنوبية. وثالثا أنا شخصيا أرى أن على الجنوبيين أن يذهبوا إلى مؤتمر الحوار وأن يقدموا القضية الجنوبية على النحو الذي يبين مشروعيتها وأهليتها وعدالتها للناس جميعا، والمشاركة في المؤتمر لا تشترط بالضرورة الانصياع مسبقا لأي نتيجة وباعتقادي أن مقاطعة المؤتمر ستحرم الجنوبيين من أنصار يمنيين وإقليميين ودوليين يتفهمون معاناة الجنوبيين ويناصرون حقهم في الخروج من هذه المعاناة، ولست مع القول بأن المشاركة في الحوار خيانة للشهداء ؤما شابه ذلك من الأحكام القطعية التي تضيق الخيارات على السياسيين وتضعهم بين خيار التطرف أو الخيانة، . . .التخوين مهرب سهل للذين يستصعبون المشاق ويتهيبون مواجهة الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق، لكنه لا يقدم أي خدمة للقضية الجنوبية، وبالمقابل فإن طرح الخيارات المتعددة واختيار أفضلها وعدم الإصرار على الخيار الواحد الوحيد الذي يضع صاحبه في الزاوية الضيقة التي قد يصعب الخروج منها، أقول أن تعدد الخيارات يتيح فسحة للسياسيين أن يتحركوا في مساحة أوسع وأن يمارسوا نوعا مما يسمى بالمساومة السياسية المشروعة، والبحث عن الحلول وليس عن الشروط التي قد لا تجد طريقا للتطبيق.
وأخيرا إن دخول مؤتمر الحوار ليس نهاية المطاف بل قد يمثل البداية لخوض نضال طويل من أجل الوصول إلى غايات الثورة الجنوبية التي قدمت أروع الأمثلة في التمسك بالخيار السلمي من أجل استعادة الحق ورفع الظلم والمنكر الذي عاناه الجنوبيون على مدى ما يقارب عقدين من الزمن وأراهن على أن المؤتمر سيضع الطرف الآخر في مواجهة الحقائق بدلا من التراشق بالاتهامات دون الأتيان بالحجج المقنعة التي بها سنفحم الآخرين من شركاء أو حتى غرماء.
س7 : اكثر من تصريح خرج من قيادات في حزب الاصلاح سواء كانت دينية او عسكرية او سياسية ترفض فك الارتباط والفدرالية وتقول ان الوحدة فريضة شرعية ؟ ما رأيكم بذلك وهل يؤثر على تحالفكم معهم ؟
ج. الحقيقة أن الزج بالمفاهيم القرآنية والتعاليم الدينية في الصراعات أو الاختلافات أو حتى الاتفاقات السياسية، زجا تعسفيا يسيء إلى تلك المفاهيم والنصوص لأنه يهبط بها إلى مستوى القضايا الدنيوية المملوءة بالملوثات والأغراض الانتهازية والتكتيكية في كثير من الأحيان، منذ يومين كنت قد كتبت مقالة قلت فيها أن الإصرار على الإبقاء على الوضع الراهن في الجنوب تحت حجة “الاعتصام بحبل الله” يصور هذه الدعوة القرآنية النبيلة وكأن هذا الاعتصام لا يقوم إلا من خلال ظلم الجنوبيين ونهبهم وتهميشهم والعبث بثرواتهم وتزوير تاريخهم وتكفيرهم، وهذا الوضع لعمري أسوأ من الانفصال الجغرافي والسياسي، ذلك أن الاعتصام بحبل الله يرتبط بالدعوة إلى الخير وإرساء العدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذ إن العزيز الحكيم القائل ” في كتابه الكريم ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون“ (آل عمران اية 103) أتبعها بآية تقول “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (آل عمران اية 104) لكن في اليمن استبدلنا الخير بأسوأ الشرور، والعدل بالظلم وأقمنا المنكر بدلا من المعروف، وليس هناك منكرا وشرا وظلما أكبر من السلب والنهب والتمييز والاستحواذ والإقصاء الذي مورس على الجنوبيين طيلة عقدين من الزمن كل ذلك تحت يافطة “الاعتصام بحبل الله” وهو النص القرآني المقدس البريء من كل تلك الممارسات الجائرة.
الوحدة كمشروع وطني وحضاري ونهضوي أفرغت من مضمونها بحرب 1994م وتحولت وما زالت إلى غنيمة حرب بيد المنتصرين في تلك الحرب، وأغلبهم يقرون بذلك ومن لم يقر به في العلن يعاند من باب المكابرة، لكنه في قرارة نفسه يعلم باستحالة استمرار الوضع كما هو، ويعلم أن الإصرار على التمسك بنتائج حرب 94 باعتبارها منجزاً وطنيا إنما سيؤدي إلى استمرار التفكك وتنامي الشرخ النفسي والاجتماعي واتساع نطاقه إلى ما تحمد له عواقب.
من المؤكد أن أمام اليمنيين خيارات كثيرة لمعالجة هذا الوضع المختل تجنبا للذهاب إلى منزلق التفكك والتشظي الذي قد لا يقسم اليمن إلى شمال واحد وجنوب واحد بل إلى عدة شمالات وعدة جنوبات لا سمح الله.
بالنسبة للقاء المشترك أعتقد أن هذه القضية هي موضوع حوار ونقاش في مكوناته ومن أهم إيجابيات اللقاء المشترك أنه منفتح على كل الخيارات والأفكار والآراء ولا توجد فيه أبوب موصدة أمام أي فكرة وبالتالي علينا أن لا ننظر إلى المسألة وكأنها حالة استاتيكية (جامدة) ثابتة مستقرة، بل أن المسألة متحركة ومتغيرة وما كان مرفوضا بالأمس غدا اليوم مقبولا وما قد يرفض اليوم سيقبل في الغد ونتمنى أن يأتي ذلك قبل فوات الأوان.
س8: الكثير في الجنوب اليوم يقول ان رؤية الاشتراكي لحل قضية الجنوب غير واضحة، وان الحزب الاشتراكي يراوغ كثيراً هل يملك الاشتراكي رؤية واضحة لحل قضية الجنوب ؟
ج. البعض يطلب من الحزب الاشتراكي أن يتحول إلى مجموعة من الشتامين ومحترفي القذف والسب والهجاء للآخرين حتى يثبت وفاءه للقضية الجنوبية، ويتناسى هذا البعض أن الحزب هو القوة الوحيدة التي تصدت لهذه القضية منذ سبتمبر 1994م وكان الحزب الاشتراكي وما زال وفيا لهذه القضية أكثر من عقد ونصف عندما كان مجرد الحديث عن الجنوب تهمة تصل بصاحبها إلى السجن، ومن اراد أن يمتحن موقف الحزب الاشتراكي فليرجع إلى مواقف اللجنة المركزية والأمانة العامة والمكتب السياسي في كل دوراتها وهي موجودة على موقع الحزب وفي وسائله الإعلامية.

اليوم في ظل المتغير العاصف الذي تشهده اليمن، يرى الحزب الاشتراكي اليمني أن الظروف اليوم مؤاتية أكثر من أي وقت مضى لحل القضية الجنوبية حلا عادلا ينصف الضحايا مما لحق بهم ويعيد الحقوق المنهوبة لأصحابها ويرفع الظلم عن كاهل ضحاياه،
وقد قلناها مرارا أن سياسة الخيار الواحد هي سياسة غير علمية وغير منطقية، سواء ذهبت في أقصى اليمين أو في أقصى اليسار، ويرى الحزب الاشتراكي اليمني أن المشروع الوحدوي قد وئد في طفولته المبكرة ومرارا كثيرة قلنا أن خيار الدولة الشطرية لم يكتب له النجاح حتى في ظروف الحرب الباردة، ووجود معسكرين يدعمان الشطرين، ولا أعتقد أن النجاح سيحالفه في المستقبل لا في الشمال ولا في الجنوب، كما أن خياري الوحدة الاندماجية التي هرول لها البعض بلا دراسة ولا تأني ولا حتى وضع مرجعيات جزائية على من يخل بشروطها والوحدة بالحرب قد أثبتا فشلهما من خلال ما وصلت إليه البلد من نتائج كارثية تجلى رفض الشعب لها في ثورته السلمية، يبقى البحث عن خيار رابع يضمن استعادة الشعب لحقه في تقرير مستقبله ورسم خياراته السياسية والاقتصادية، ويحمي الشعب من التفكك والتشظي إلى فتات يصعب إعادة تجميعه من جديد.
وفي رأيي الشخصي أن خيار الفدرالية الثنائية يمكن أن يحقق قدرا من التوازن السياسي ويعيد الأمور إلى نصابها من خلال دولة اتحادية بنظام حكم برلماني، وغرفتين برلمانيتين، يتساوى فيها إقليمي البلد في عدد الأعضاء وفي تركيبة الحكومة والمؤسسة العسكرية، على النحو الذي يحمي البلد من مخاطر المركزية المفرطة ومخاطر التفكك المدمر.
إن معاناة الشعب اليمني كله وفي الجنوب على وجه الخصوص ليس بسبب اتحاد الشمال والجنوب والذي لم يكتب له النجاح، بل بسبب نوع الوحدة المشوهة والمرتجلة والأهم من هذا بسبب نظام الحكم الذي قمع الجميع وأقصى الجميع وحول مفاهيم نبيلة كالوحدة والجمهورية والثورة والديمقراطية إلى شعارات جوفاء وأحيانا إلى أدوات ابتزاز واستثمار سياسي للكسب الشخصي والفئوي والنخبوي، والعائلي والجهوي.
س9: هناك اتهامات في الجنوب ان الحزب الاشتراكي اليمني أختراق مكونات الحراك سواء كانت المكونات التي ترفع السقف وتطالب بفك الارتباط او التي تتبنى الفدرالية المزمنة لحل قضية الجنوب وان ما يقومون به اليوم هو تبادل ادوار ومخطط مرسوم من الحزب الاشتراكي ما صحة ذلك؟
ج. نحن لا نأبه كثيرا للأقاويل الصادرة ضد الحزب الاشتراكي اليمني، لأن الحزب متهم دوما، هو متهم إن شارك في الحراك بتهمة الاختراق ومتهم أن نأى بنفسه بتهمة عدم المشاركة في الثورة الجنوبية، وهو متهم بأنه من ورط الجنوب في وحدة 1994م رغم أن من وقعوا عليها تحمل صورهم على إنهم أبطال التحرير، ونحن متهمون بالانفصالية رغم أننا نتصدى للسياسات الانفصالية التي مارستها السلطة منذ اليوم الأول، لكن دعني أقل لك حقيقة أن قيادات وقواعد الاشتراكي كانت في مقدمة من تبنوا قضية الجنوب، وعلى رأس فعاليات الحراك السلمي لكن ليس رغبة في الاختراق ولا نهبا لحق أحد، بل إن أعضاء الحزب يمارسون حقهم في ممارسة النشاط السياسي كمواطنين يمنيين وجنوبييبن، لكن وجود هذا النوع من الاتهام يخفي وراءه رغبه في الإقصاء والاستبعاد الذي ثرنا ضده كلنا، . القول بأن من لا يتفق معي في كل شيء هو إما عميل أو خائن أو متآمر أو مخترق، يقوم على نوع من الدكتاتورية والأحادية وثقافة إلغاء الآخر والضيق به وهو يتعارض مع مضمون العمل السلمي القابل بالتباين والتعدد والاختلاف وهو أرقى أنواع الممارسة السياسية التي أنتجها عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان، ثم إن هذا النوع من السلوك يثير المخاوف تجاه مستقبل الجنوب إذ كيف يمكن النظر إلى قيادات المستقبل إذا كانت تضيق ببعضها وتقصي بعضها بعضا وهي ما تزال خارج السلطة كيف ستفعل إذا ما تحكمت في السلطة وأجهزتها؟
ليس لدى الحزب الاشتراكي أي نزعة استحواذية لا تجاه الحراك ولا تجاه غيره بالرغم من أن كوادرنا موجودة في كل مفاصل الحركة الاحتجاجية لكننا من منطلق احترام التنوع واحترام حق الشعب في التعبير عن نفسه شاركنا في فعاليات الحراك كأشخاص وليس كهيئات حزبية، وهو حق لا أتصور أن هناك من يسمح لنفسه بمنع أحد من ممارسته، ومن غرائب الأمور أن الحزب الاشتراكي ظل متهما من الجميع من السلطة بالانفصال ومن الحراك بالاختراق ومن آخرين بتهم أخرى، الحزب الاشتراكي لا يشتغل على العواطف بل يعمل عملا سياسيا وطنيا يرسم أهداف ويرفع قضايا تهم الوطن ومستقبله وليس دغدغة عواطف الناس واللعب على مشاعرهم.
س : 10 في الفترة الاخيرة عادت قيادات جنوبية بارزة الى الجنوب هل ترى ان عودة هذه القيادات سيساهم في وحدة الصف الجنوبي وحل قضية الجنوب ام عودتهم ستكرس الخلاف والاختلاف؟

ج. أولا لا بد من الإقرار بحق كل النازحين السياسيين العودة إلى بلادهم فهذا حق لا ينازعهم فيه أحد، ولا يمكن أن يكون موضوع نقاش أو اختلاف، مثلما لا يمكن أن ينازعهم أحد في تبني خياراتهم السياسية التي تعبر عن قناعاتهم، وفي تصوري أن أهم ما يمكن التركيز عليه هو أن تضيف هذه العودة شيئا إلى مضمون القضية الجنوبية باتجاه توحيد الصف الجنوبي أعتقد أنها فرصة تاريخية أمام هذه الشخصيات أن تتجاوز أشخاصها وتلتفت للقضية الكبرى التي تنتصب أمام الجميع لأن الانشغال بالألقاب والتسميات يشغلنا عن القضية يجعلنا ننصرف نحو ذواتنا، وهذه لعمري مصيبة أعظم من مصيبة الحرب ونتائجها وما ترتب عليها من كوارث.
س11: الخلاف بين مكونات الحراك الجنوبي وخصوصاً مكونات الاستقلال فيما بينهم وصلت الى مرحلة متقدمة جداً او خط اللاعودة بحسب وصف الكثير لماذا هذا الخلاف وهل تعتقد ان هناك تدخلات أجنبية هي السبب في نشوب الخلاف بين مكونات هيئات الحراك؟
ج. الحقيقة أن هناك خلط بين حق الاختلاف وهو ظاهرة طبيعية وصحية وسليمة تعبر عن التباين في الثقافة والرغبة والمصالح ، وبين ادعاء احتكارالحقيقة وتخوين الآخرين ما لم يتفقوا معنا في كل شيء، أعتقد أن الخلافات بين مكونات الحراك تلحق ضررا كبيرا بالقضية الجنوبية فضلا عن الحراك نفسه وتقلص من مساحة التأييد لمطالب الشعب في الجنوب، ويمكن إعادة هذه الاختلافات إلى ثلاثة أنواع من الأسباب: أسباب طبيعية سبقت الإشارة إليها في السنة الإلهية في اختلاف الخلق، وبالتالي اختلاف المسالك والقناعات والتوجهات، وأسباب تعود إلى الذاتية والرغبة في إبراز الذات أعلى من الآخرين وأعلى من القضية نفسها، وهذه للأسف الشديد تأتي على حساب مضمون القضية التي ينبغي أن نضعها فوق كل شيء بما في ذلك حق التفوق أو الظهور وإبراز الذات، وهناك نوع ثالث من الأسباب وهو ما يتصل باختراق الأجهزة الأمنية لعدد من فعاليات الحراك وتغذية النزاعات والدفع بها إلى الواجهة بغرض إبهات القضية وتحويل أنظار الناس نحو الأفراد بدلا من القضية ذاتها بل والانحراف بمسار القضية ووسائل نضال الحراك وزرع الفرقة وتفكيك مكونات العملية السياسية ومن ثم القضاء على القضية الجنوبية كاملة (كما يتمنون).
أعتقد أن منظومة الممارسة الديمقراطية القائمة على احترام الاختلاف وعدم السماح بتحويله إلى نزاع عدائي يمكن أن تنظم هذا الخلاف وتحوله إلى وسيلة بناءة لإثراء للمارسة السياسية، سواء كان في الحراك أو في غيره لكن في حالة الحراك كقوة شعبية مفتوحة لا يجوز لأحد ادعاء بأنه وحده من يمتلك الحقيقة وأن على الآخرين الانصياع له لأنك أنت هنا تتحدث عن الملايين من الناس الذين لهم من التباينات والاختلافات ما لا يمكن حصره، وبالتالي يبقى تنظيم هذا التباين من خلال التباري الشريف والممارسة الراقية للاختلاف وتنافس الأفكار والمبادرات، وليس الأشخاص والأسماء.
س12 : كيف تقراء المشهد في اليمن عامة والجنوب خاصة ؟
ج. لا شك أن المشهد السياسي اليمن مليء بالكثير من التعقيدات لكنها تعقيدات تشمل انطلاق عجلة التغيير التي لم تعد قابلة للتراجع أو التوقف، وإلى جانب ذلك تشمل مقاومة القوى الرافضة للتغيير التي تحاول إرجاعة إلى نقطة البداية وهي محاولات يائسة وتعبر عن عدم استيعاب قانون التغيير والحلم في العيش في الماضي الذي ولى ولن يعود، ولا ننسى أن الأزمات المرتبط بالنظام القديم لها طبيعة مركبة يتداخل فيها الأمني بالسياسي، والاقتصادي بالاجتماعي، والداخلي بالخارجي، والتنموي بالثقافي والبنيوي بالتقليدي، وكل واحدة منها تتطلب معجزة من أجل التغلب عليها، . . .أعتقد أن على جميع الخيرين الالتفاف حول الرئيس عبد ربه منصور هادي ومساعدته على اتخاذ القرارات الحكيمة والواقعية والجذرية للخروج من رواسب الماضي إلأى آفاق المستقبل ورحابه الواسعة ثم هناك التعقيدات المتصلة بالقضية الجنوبية، وهي أيضا مركبة فمن ناحية هناك محاولات لإبهات القضية أو حتى تغييبها والتخلص منها، ومن ناحية أخرى هناك مشكلات تتعلق بالتشخيص السليم والعلمي للقضية وتقديمها للناس بما يكافئ مضمونها وأهليتها وعدالتها، ثم التنازعات داخل صفوف الحامل الذاتي وعدم ارتقاء العامل الذاتي إلى مستوى الحجم الموضوعي للقضة الجنوبية.
س13 : رسالة توجهها لقيادات الحراك في الداخل والخارج ؟
ج. الحقيقة أنني لا أستطيع أن أخفي قلقي على مستقبل القضية الجنوبية وحاملها الذاتي الحراك السلمي الجنوبي بكل مكوناته المتفقة منها والمختلفة، ما يقلقني ليس الاختلاف والتباين فهذا أمر طبيعي، لكن ما يقلقني هو طغيان اللغة العاطفية على المواقف السياسية، حضور العاطفة وغياب السياسة، هذا النوع من الممارسة ينتج مواقف مستعجلة تغلب عليها الذاتية والتمحور حول الذات، فردا أو جماعة أو هيئة أو كيان، على جوهر القضية. . .القضايا الكبرى تتطلب عقول كبيرة بحجمها، والقضية الجنوبية كبيرة بكل المعاني، لذلك هي تستدعي عقلا سياسيا كبيرا يسمو فوق الصغائر ويتبنى سياسات محورية تقدم معالجات جذرية وليس ردود أفعال عاطفية، إنني أعبر عن القلق لما يتجلى بين حين وآخر من مواقف تضر بالحراك السلمي من خلال نشوء المحاور المتنازعة التي تتفق في كل شيء لكنها تختلف على أسماء الأفراد مما يؤكد أن جذورها ذاتية وليست موضوعوية، وأغتنمها فرصة لأدعو كل نشطاء الحراك السلمي الجنوبي إلى التحلي بالمسئولية الوطنية تجاه قضية كل الجنوبيين من خلال العمل على توفير كلما يوحد الجنوبيين ويقدمهم كقوة مدنية فاعلة وراقية، والانصراف عن المحاور والتكتلات المتعارضة، وفتح المجال للجيل الشاب لتولي قيادة دفة الحركة السياسية ورسم الخيارات المستقبلية والاكتفاء بالدور الاستشاري للجيل الأقدم من القيادات، ثم الانفتاح على الجميع تجنبا لأخطاء من سبقنا من السياسيين الذين لم يكونوا أنبياء لكن ما وقعوا فيه من أخطاء يقع في معظمه تحت تأثير حسن النية، وكان يمكن تجنبه ونحن اليوم نسمعهم يدينون مواقفهم التي كانوا فاعلين في صنعها حينما كان جيلي ما يزالون في الابتدائية والاعدادية.
لقد تألمت كثيرا وأنا أقرأ خبر الهجوم على الفعالية التي كان يحضرها الأخ محمد علي أحمد في قاعة المركز الثقافي بشبوة ومحاولة إفشالها بحجة أنها تدعو للفيدرالية، ومثلها فعالية التضامن مع ضحايا محاولات الاغتيال التي أقيمت في ساحة الهاشمي بحجة أنها تتضامن مع عملاء المشترك، وكذا ما تعرض له النائب البرلماني الحر القاضي أحمد سيف حاشد وزملاؤه في هيئة إنقاذ الثورة وهو يدافع عن حقنا في استعادة ميناء عدن من أيدي الفاسدين من اعتداء وإهانة بحجة أن دخيل على الجنوب، إذ كيف ندعو إلى الحرية ونصادر حرية أقرب الناس إلينا؟ إن هذه التصرفات تنبئ عن أن الجنوب قادم على مراهقات سياسية لا تقل خطورة عن سابقاتها حتى وإن تبناها وتزعمها بعض الكهول والشيوخ ممن تجاوز بعضهم السبعين والثمانين.
س14 : متى ستعود الى اليمن ؟
ج . قال لي الطبيب أنت بحاجة إلى مراقبة حالة الكلى والعمود الفقري، ومنذ اسبوعين بدأت برنامج علاج بالفيزوتيرابيا (العلاج الطبيعي) للانزلاق في العمود الفقري، وبعد الانتهاء منه سأتبين ما إذا كان الأمر قد تحسن أم سنحتاج إلى إجراء عملية إن شاء الله سنحاول أن نوفق بين برنامج العلاج وبين الارتباط بقضايا الوطن وواجبنا تجاهه وتجاه أهله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.