وضع وطننا الحبيب والجريح لايحسد عليه بعد أن أسهمنا جميعاً وبنسب متفاوته في إجهاض مشروع الدولة المدنية ولم نقف عند هذا الحد بل أسهمنا في تعجيل الإطاحة بهيبة الدولة التي تعد من أهم مقومات الردع لاستتباب الأمن والاستقرار والحفاظ على المواطنين وممتلكاتهم بل وكافة مؤسسات الدولة العامة والخاصة والمختلط وبعد أن نجحت المؤامرة الكبرى من قبل كافة القوى الحاقدة على الوطن وبحسابات مختلفة في إضعاف الدولة تدريجياً في نظر المواطن وصولاً إلى تحقيق اليأس المطبق عليه من أن يحصل على حقه أو يحفظ له نفسه وأولاده وماله من أي اعتداء وسطو في ظل سقوط هيبة الدولة وقد كان بداية هذا المشروع المروع هو ظهور حركة التمرد الحوثية في صعدة والحروب السابقة التي توالت وعجزت الدولة أن تحسم هذا التمرد بل كل حرب ينتج عنها توسع للحركة جغرافياً وفكرياً بعد هذه الظاهرة أفتتحت شهية من لهم خصومة مع النظام القائم وحانت التصفية والإنقضاض على الوطن بأكمله حيث تلا تلك الأحداث انتفاضة ماسميت بالحراك الجنوبي السلمي كما يدعون نتج عن ذلك تصدع كبير للوحدة الوطنية وحتى اليوم مشاريع التقسيم والتجزئة مسيطرة على القيادات التي تحرك تلك المجاميع والمدعومة من الخارج والآن قد يكون الدور الإيراني والقطري مرشحاً بقوة لمواصلة دعم بؤر التوتر والفتن في اليمن اكتملت حلقة إسقاط هيبة الدولة بتحالف اللقاء المشترك التي التقت عند أهداف ومقاصد الحوثي والحراك الجنوبي ليمضي الجميع يتوزعون أدوار إجهاض مشروع الدولة المدنية وإسقاط هيبة الدولة تدريجياً بهدف إسقاط النظام وتحديداً الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وأركان نظامه عزز حلقات التآمر الحقد والخلافات الشخصية لدى بعض المشيخية التقى الجميع في ساحات الربيع العربي ليدفع بالشباب كوقود لتحقيق غايات مستورة ومن خلال رفع شعارات خدع بها نسبة لا بأس بها من أبناء الوطن غير مدركين بأنهم من خلال استجابتهم سيشاركون في دفن مشروع الدولة الحقيقية ويشاركون في تمزيق وحدة الوطن وإحلال الفوضى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بدلاً عن النظام القائم بعلاته وبالتالي إسقاط هيبة الدولة وعندما يتحقق ذلك ستحل الفوضى وتتلاشى أحلام الشباب في خضم التركيبة المتناقضة بين شركاء مشروع إسقاط الدولة وهيبتها وعما قريب سيبكي الشباب ويندبون حظهم عندما يجد أن تضحياته أصبحت سراباً وأن الدولة المدنية لايمكن أن تبنيها تلك الأيادي العابثة التي نهبت مؤسسات الدولة وحولت شوارعنا إلى متارس وثكنات عسكرية وتستجلب مجاميع من الناس وتحويلهم إلى قطاع طرق مدفوعي الأجر من قيادات أرادت للبلد الفوضى من خلال قطع إمدادات النفط والكهرباء والغاز والمواد الغذائية وغير ذلك. نعم أيها الشعب الصابر والشباب المغرر بهم لقد قادونا من لاخير فيهم إلى مصير مجهول وأثمان باهظة سيدفعها الشعب اليمني لاستعادة الدولة، وقد يسأل سائل كيف؟ ولم كل هذا التشاؤم؟ وأجيب ببساطة واختصار: ماذا نسمي ماصنعناه بوطننا. استهدف الشعب اليمني بقصد الإضرار بالنظام. ضرب بنيتنا التحتية المتواضعة. قضينا على اقتصادنا الناشئ. رفعنا نسبة البطالة إلى أعلى مستوياتها. أفقدنا المواطن الأمن والاستقرار الذي كان ينعم به إلى حد كبير. عرضنا مشروع الدولة المدنية إلى الإنهيار. بل عرضنا الوحدة اليمنية التي تحققت في ال22 من مايو على يد القائد الوحدوي علي عبدالله صالح وكل الشرفاء من المؤتمر والحزب الاشتراكي عرضنا هذا الانجاز المتميز والشمعة المضيئة في تاريخنا المعاصر إلى مستقبل مجهول وقد ينهار لاقدر الله. ضربنا النسيج الاجتماعي المتعايش على مر العصور بمقتل يصعب التعافي منه. أحيينا النزعات المذهبية والمناطقية والسلالية التي كدنا ننساها تماماً. عززنا التدخل الخارجي في شئوننا الداخلية بصورة مباشرة ولم يعد خافياً على أحد. ساهمنا في تقييم الجيش والأمن المؤسسة التي راهنا عليها بأن تكون صمام أمان الوحدة والديمقراطية وستشكل لنا أكبر معظلة في إعادة الأمور إلى طبيعتها. استقوينا بالقبيلة على الدولة وعززنا دورها في الحياة السياسية والأمنية بعد أن كانت قد حجمت إلى حد ما. عززنا من دور تنظيم القاعدة استغلالاً للمناخ الذي أوجده المشترك وكافة القوى السياسية المستفيدة من هذا المشروع التدميري الحاقد واليوم وصلت إلى رداع وما جاورها. وآخر مشاريع إنهاء الدولة القائمة القضاء على فاعلية كافة أجهزة الدولة تحت مسمى محاربة الفساد وتحريض الموظفين ودعمهم من الساحات لإحلال الفوضى في هذا الوطن الجريح. قد لايسعفني الوقت لحصر ماصنعناه في شعوبنا وأوطاننا لأننا وللأسف الشديد أطعنا سادتنا وكبراءنا الذين أضلونا السبيلا وصولاً إلى إسقاط هيبة الدولة، واليوم عجزنا عن رفع مجموعة من المسلحين يقطعون طريق ما تحت أي مبرر، المواطن يئن من داخله ويطلق الحسرات على عهد أوشك أن يمضي كان على أقل تقدير يأمن على نفسه وماله ويجد من يضبط من يعتدي عليه وأن تعب قليلاً اليوم وفي ظل الفوضى فقد كل شيء فأي تغيير حققناه؟. وختاماً استعادة هيبة الدولة لردع المتمردين وإحلال الأمن والاستقرار وإعادة التنمية وتحقيق الحد الأدنى من مطالب الشعب سوف يكلفنا الشيء الكثير وقد عدنا إلى الوراء أميالاً في الوقت الذي قطعت دول أقل منا نمواً إلى الرقي والتقدم والازدهار ونحن والوهم يبلينا ونبليه وكي نكون منصفين ماحقق من خلال هذه الأزمة جوانب رائعة حركة أمور كانت راكدة ومنها إنهاء أي تفكير لمشروع التوريث والتأبيد أو التمديد. جرس إنذار مزعج لقراصنة الفساد وغيرها من العوامل التي أثرت إيجاباً ولكن محاولات القيادات التي حولت الموضوع إلى انتقام شخصي أضرت بكافة مناحي الحياة وحولت النقاط الإيجابية إلى نقمة على الشعب وحلم مزعج للجميع. وبالتالي فأنا أطلب من كل يمني حر شريف الضغط على معارضة اليوم وفرقاء العمل السياسي بالسير عاجلاً في تطبيق المبادرة الخليجية لأن التاريخ لايرحم ولنتدارك مايمكن أن نتداركه وأنتم شهداء الله في أرضه فلا تدعوا أصحاب المصالح والأهواء والمفسدين أن يفسدوا حياتنا ويهددوا أمن واستقرار وميلاد دولتنا المدنية حلم كل الأجيال. وكيل محافظة إب المساعد