ثورة الخيال العلمي في نهاية القرن التاسع عشر بدأ عصر الازدهار لتخيلات المستقبل بحق، وأهمهم الكاتب الفرنسي جول فيرن (JULES VERN) في روايات متعددة له مثل الرحلة الى مركز الأرض، وعشرين ألف فرسخ تحت الماء، الذي مثله السينمائي الأمريكي (كيرك دوغلاس) في فيلم أخَّاذ، وطبعت الملايين من نسخ الروايات وبعدة لغات، ورواياته رائجة حتى اليوم. وفي بريطانيا وحدها ظهر قرابة 55 كتاباً عن الرحلات الى الكواكب بين عامي 1889 1915 م. وكتب المؤرخ البريطاني (هربرت جورج ويلز H . G . WELLS) كتابه المشهور حول حرب العوالم وآلة الزمان. وأظهر فيلم الحالة الغريبة ل( بنجامين بوتن) عن انقلاب في محاور الزمن البيولوجية من ولادة شيخ يكسب شبابه بالتدريج. وهناك حالات رصدت من توقف الزمن عند أطفال يكبرون بدون أن يكبروا بل يعندوا في مربع الزمن بدون تقدم. وأهم ما في صورة المستقبل أن صورة العالم المستقبلي الخلاَّب بدأت في الانكماش يجللها الفزع، عندما كتب ويلز قصته (العالم يعيش حراً THE WORLD SET FREE) عام 1914 م يصف فيها النتائج المروعة لتفجير القنبلة الذرية. الروائي الانكليزي (ويلز) لم يخب ظنه فقبل موته اكتحلت عيناه برؤية ما وصفه بقلمه قبل ثلاثين سنة، من آثار تفجير السلاح النووي فوق رؤوس اليابانيين ؛ فكان أكثر المتنبئين صدقاً ولكن في الاتجاه السلبي القاتم. ثم ظهرت روايتان الأولى: لجورج أورويل (GEORGE ORWELLS) تخلد (عام 1984 م)التي يصف فيها نظام توتاليتاري كلياني دكتاتوري مرعب يمسك برقبة العالم، مسلح بكل التقنيات الحديثة، الى درجة التحكم في عواطف الحب بين الأنثى والذكر، مثل طرفا منه فيلم قصة المزرعة (THE FARM) . وكانت الثانية: رواية (الدوس هكسلي ALDOUS HUXLEYS) عن العالم الجديد الجميل، وفيه أشارة الى فكرة الاستنساخ التي نجحت في عام 1996 م وتم عرضها على الرأي العام العالمي للمرة الأولى في فبراير عام 1997 م على يد (ايان ويلموت)الاسكتلندي، قبل أن يتم قتل نفس دولي بعد أن أعطت نتائج سلبية مخيفة عن التلاعب بالخليقة. لاندري لعل إنسانا قد تم استنساخه ولم يعلن عنه. العلم أيضا له هبات جنون أليس كذلك؟ هاتان الروايتان فجرتا المخاوف الإنسانية في القرن العشرين لإمكانيات حدوث تحولات مريعة في المجتمع تبرر تشاؤمية الفيلسوف الدنمركي(كيركيجارد) التي أطلقها قبل 150 سنة بأن كل تقدم علمي سيوجه سلباً الى صدورنا لاحقاً، في انهيار كوني لا فكاك منه ولا خلاص، كما هي في مراحل وهط العالم الإسلامي وانتشار مقولة تؤلف ولا تؤلفان؛ فهو كلام ينطبق عليه مثل الثعلب والذئب. وقع الذئب يوما في الفخ فمر به الثعلب شامتا! سأل الذئب الثعلب: يقولون إن القيامة اقتربت هل هذا صحيح؟ أجاب الثعلب: أما القيامة فلا علم لي بها، ولكن قيامتك أنت أيها الذئب فقد دنت لاشك فيها ولا ريب.