يُدار هذه الأيام على مواقع الانترنت و المنتديات وصفحات الفيس بوك والتويتر صخب ولغط، مواقف متباينة، ورؤى مختلفة، بشأن الانتخابات الرئاسية القادمة بين موافق ،ومعارض ومتوقف. هناك من يرى أن هذه الانتخابات لا طائل منها، ولا فائدة من ورائها، وهي فقط مضيعة للجهد والمال، إذ كيف تُجرى انتخابات والمرشح واحد، وهو حتماً من سيفوز، ومع احترامنا لرأي إخواننا وموافقتهم في ما ذهبوا إليه لو كانت الظروف عادية وفي غير ظروفنا الحالية، إلا أننا نقول: يا إخواننا إن هذه الانتخابات وبهذه الكيفية كما تعلمون هي خطوة منصوص عليها ضمن بنود المبادرة الخليجية، التي توافق عليها كل الأطراف(المؤتمر وأحزاب المعارضة الرئيسية )، ووقّع عليها الرئيس ،فأي تأخير لها وتلكؤ في تنفيذها، سيكون مُبرراً للبعض في نقض الاتفاق بالكلية، ، فيجب أن ندرك ذلك، ونخيب ظنهم، ونعتبرها، أعني الانتخابات خطوة مهمة لإنهاء النظام، بأقل تكلفة وأيسر ثمن، بل وتدشين لمرحلة اليمن الحر.... و هي بداية السير على الطريق الصحيح، هي مرحلة قصيرة نعمل من خلالها على ترميم المؤسسات، وتهيئة الأجواء لمرحلة ديمقراطية حرة- إن شاء الله- ، وإننا بهذه الانتخابات سنطوي مرحلة صعبة من مراحل اليمن، نعم أرى وغيري الكثير يرون أن دعم هادي بأكبر عدد ممكن من الأصوات، هو تصويت لليمن الجديد، واستفتاء شعبي بحب التغيير، والرغبة في تدشين مرحلة جديدة من مراحل اليمن التاريخية.. صحيح إلى الآن لم يتم تحقيق كل أهداف الثورة، لكننا حققنا أشياء كثيرة، وبتدشين الانتخابات الرئاسية أو الاستفتاء الشعبي سميه ما شئت، سنحقق -بعون الله- بقية أهداف الثورة، والانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الشعبية الدستورية. فالمرشح المطروح رجل المرحلة توافق عليه كل الأطراف، وهو عامل مشترك بين الجميع، وعامل مساعد في إنهاء الانقسام .. ، نحن أمام قضية وطن يجب أن نحميه، وننتشله مما ألم به، ونعمل كل ما من شأنه صلاحه وأمنه واستقراره.. فالرجل هو رجل المرحلة كما يعتبره الكثيرون، ورجل أجمع عليه القريب والبعيد، الصديق والعدو، فلابد من ترشيحه، وتعبئة الصناديق بأكبر عدد ممكن من الأصوات... لا تهم التسمية سمّها ما شئت انتخابات أو استفتاء المهم أن تأتي وتشارك بصوتك لوطنك ونجاح ثورتك وإنهاء عهد الظلم والفساد ... بترشيحنا لعبد ربه منصور نكون قطعنا شُبه وأعذار من يتخذون من الإقصاء والتهميش من إخواننا ابناء المحافظات الجنوبية وسيلة للانفصال، فالرجل من المحافظات الجنوبية ورئيس الحكومة كذلك ، ووزير الدفاع من الجنوب، فماذا يريد المزايدون بعد ذلك؟ إن كانت لهم حقوق أُخذت، وأراضٍ اُغتصبت، وقيادات هُمشت، فنحن نعترف بهذا وكلنا متساوون في الظلم، فتعالوا بنا نبني بلدنا، وونناقش مشاكلنا، ونحلها بأنفسنا، وننصف مظلومينا، ونبقى كالجسد الواحد... تعالوا جميعاً ندشن مرحلة انتقالية، لتستعيد اليمن عافيتها بعد سنة من خلق الأزمات، وقطع الخدمات، ، وأيضاً للتحضير لانتخابات نيابية ورئاسية حرة ونزيهة لاحقاً.. هناك قوى ستُقاطع الانتخابات وهذا شأنها، وهم من رفضوا قبل ذلك حكومة الوفاق والمبادرة، لكن يا قومنا هاتوا لنا بديلاً عن ذلك، وحققوا به أهداف الثورة إن كنتم صادقين، وأنا أعتبر الكثير منكم صادقاً ويريد الخير لوطنه .. لكن باعتقادي أن هناك ثلة أو طائفة هي لا تؤمن أصلاً بالنضال السلمي، والتغيير المجتمعي الناعم، لا تؤمن سوى بالحرب والبندقية فحسب، تسترت خلف الثورة لتأتي الفرصة كما كانوا يتوهمون ويحققون مآربهم في ظل ظلام حرب أهلية وفتنة كبيرة في البلد، لكن خاب ظنهم وحكمة اليمنيين باتت اكبر من طيشهم وحبهم للدماء، وإفراطهم في استخدام القوة ضد من يخالفهم، فحذار من الإنجرار وراء دعايتهم، والوقوع في شراكهم بدعوى حب الثورة .. باعتقادي إن الواجب الوطني يحتم علينا جميعاً أن نحشد جهودنا لإنجاح الانتخابات الرئاسية، المقرر أن تشهدها البلاد في الحادي والعشرين من شهر فبراير. لنخرج اليمن من نفق مظلم إلى رحاب أوسع، ومرحلة جديدة -إن شاء الله- تتسم بالجد والبناء، والعدالة والحرية والحوار....والله من وراء القصد..