نحتاج فترة طويلة لغسل أدران قلوبنا، فلقد ران عليها كثير من الحقد والحسد والغيرة القاتلة. وفي اليمن ينتشر الحسد كثيراً، يحسد اليمني أخاه ويحسد الولد ابنه والولد أباه.. صناعة يمنية يكاد يكون الحسد, والسبب الغفلة عن ذكر الله وعن الصلاة وحب الدنيا وكراهة الموت، وهذا من آفات القلوب، وإلا فلماذا يفتك اليمني بأخيه اليمني، فينثره أشلاء تطير بالفضاء، ويصبح هباء!! نحتاج إلى مدارس ومعاهد وجامعات تعلم أبناء اليمن معنى الدين وكيف نسلم صادقين وجوهنا لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين خالقنا أجمعين. إن من أسباب الشقاء والبلاء أن نتعبد الأسباب ونطرح رب الأسباب وموجدها وعندما نتعبد الأسباب فإن الله يوكلنا إليها مع أن خلق العبد أن يبرأ من الحول والقوة. والعبد المقصر إنما يحتكم للمادة التي يلمسها ويراها بينما العبد الحق هو الذي يعلم يقيناً أن المادة قاصرة ضعيفة محدودة فكيف يلوذ بها عاجز بل كيف يلجأ إليها ضعيف.. ثم لابد أن تكون الأسباب قوية، مصونة، مكتملة الشروط والأركان فالحبل الوثيق قد يتعلق به الذي يكاد يخر من جبل أو يسقط إلى هاوية، فينجيه من هلاك محقق. في اليمن لاذ اليمنيون بأسباب واهية كالقضاء الذي لاعدل فيه والشرطة الذي لا أمن فيها والتجار الذين لايرحمون والرعاة الذين لايعدلون والعلماء الذين لايتورعون وأصحاب الأقلام الذين لايعلمون والشهود الذين يكذبون والكبار الذين يجهلون فكانت الطامة الكبرى قتل وسفك دماء ورعب وخوف يدرك الناس في بيوتهم وأسواقهم وأعمالهم ومساجدهم وهكذا عندما تكون الحاكمة للمادة ويتعطل الروح عن أداء وظيفته تبرز الفتن شاخصة لتطال الجميع دون تمييز. لم يقل خطيب مسجد فيما أعلم أن ما لحق بالأمة اليمنية سببه الإعراض عن الله ومن نتائجها تقديس الأنانية وعبادة الشهوات وإنكار الحقوق والتفريط بشعائر الله فلقد أصبحت كثير من المساجد دعوات للشقاق وسوء الأخلاق والتحريض على الإخاء والحب والمودة؛ لأن خطيب المسجد إن فعل ذلك خرج على التزامه الحزبي ولم أقرأ مقالة تنصح الأمة بالعودة إلى الله والاحتكام إلى شريعته، ويظن هذا الكاتب أو ذاك وبعض الظن إثم أنه لو فعل ذلك لنبذه القراء بالرجعية والشعوذة والفكر المتخلف. أما القرآن الكريم فإن آياته المباركات ضربت أمثلة في الأمم الهالكات وكان الإعراض عن الله ورسله والاحتكام إلى الطاغوت سبب مآسيها وهلاكها فهل يعود اليمنيون إلى ربهم .. إنه العاصم من القواصم وإليه يرجع الأمر كله ولانجاة لليمنيين ولافلاح إلا بالاحتكام إليه والإنابة إليه وتفويض الأمر كله اللهم فاشهد.