1 - عام مضى صنعنا فيه ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى , أبهرنا العالم، غيرنا نظرته السلبية للإنسان اليمني.. هذه الثورة أعادت لليمني كرامته صار يشعر بالفخر كونه يمنياً.. إنها ثورة شعبية لايمكن لأي قوة مهما كانت إمكانياتها البشرية و المادية احتكارها أو إدعاء ملكيتها ومن يزعم انه كان سبباً في إشعال فتيلها أو هو أول من نزل إلى الشارع فهو واهم لأن الذين نزلوا إلى الشارع في الأيام الأولى للثورة كانوا بالآلاف. لم يكونوا شباباً فقط بل كانوا شيوخا وشباباً ونساء ورجالاً . فالأوضاع المعيشية الصعبة والظروف الاقتصادية و الفساد المسشتري في كل مرافق الدولة جعل الناس جميعا يتطلعون إلى التغيير لاسيما بعد أن وصل الناس إلى قناعة أن الانتخابات لم تكن إلا عبارة عن مهرجانات لإعادة إنتاج النظام من جديد وإعطائه شرعية جديدة .لقد كان النصر الذي حققته الثورة المصرية ومن قبلها الثورة التونسية والسقوط السريع لنظام حسني مبارك . بمثابة الملهم الذي أحيا الأمل في نفوس ملايين اليمنيين فأرادوا استنساخ التجربة المصرية كون النظام المصري يشبه إلى حد كبير النظام اليمني ، إضافة إلى إن الأوضاع في اليمن أكثر بؤسا عن مصر وتونس . 2 - ثورتنا وان كانت في أساسها ثورة سياسية هدفها إسقاط النظام الحاكم وإقامة دولة مدنية غير أن المتابع لها يكتشف أنها اكبر من ذلك بكثير فهي ثورة اجتماعية وثقافية واقتصادية أحدثت هزة كبيرة داخل نسيج المجتمع وغيرت كثيراً من قناعات الناس وعاداتهم وأثبتت أن الشعب اليمني شعب عظيم وأنه شعب الحكمة والإيمان وانه غني بالقيادات و الكوادر والمواهب الإبداعية فقد أظهرت الثورة قيادات شبابية قادرة على تحمل المسئولية وأظهرت مواهب وإبداعات كانت مطمورة, وعملت على القضاء على الإحباط و اليأس الذي كان قد سيطر على نفوس الشباب و نزعت من قلوبهم عامل الخوف و الرعب الذي دمر مواهبهم لعقود من الزمن وجعلتهم ينظرون إلى المستقبل بعين الأمل والتفاؤل ,وأحيت الولاء والحب للوطن في قلوب الشباب صار الكل يقف إجلالاً و احتراماً عند سماع النشيد الوطني و صار العلم الوطني من المقدسات. 3 - ثورتنا قامت من اجل أهداف واضحة المعالم غايات لالبس فيها, لكننا نشعر بأسى عندما نرى من يدعي انه من أنصار الثورة لكنه يمارس التبشير بالقوة الظلامية وينشطون بلا حياة في الدعاية لمعتقدات وأفكار تمجد الفرد وتقدس الأسرة والسلالية ... وهذا يصطدم كليا مع أهداف الثورة الشعبية الشبابية ويسيء كثيراً لليمنيين الذين قدموا قوافل الشهداء من اجل التخلص من الفردية الأسرية وتمجيد العرق أو السلالة لاسيما فى محافظة تعز التى يمتلك ابناؤها رصيداً من تحرر وطني وعقلية مدنية واسعة الأفق يجعلهم ينفرون من الأفكار التي تحتقر الإنسان وتقسمه إلى درجات ومراتب وسادة وعبيد ... نقول لهولاء يحب ان يعلموا جيدا أن زمن الخزعبلات قد انتهى ولم يعد هناك مجال لانتشار الاؤبئة التاريخية التي عفى عليها الزمن . 4 - من حق رافضي انتخابات 21 فبراير أن لا يشاركوا فيها أن يعبروا عن آرائهم بطريقة سلمية بعيدة عن العنف والفوضى .. لكن ليس من حقهم الإساءة للشعب والتقليل من انتصاره... فالواحد والعشرون من فبراير يوم من أيام الثورة ضعته دماء الشهداء و تضحيات الثوار الذي يرفض هذا اليوم هو رفض الانفراج وفتح بوابة لانتصار الثورة وتحقيق أول أهدافها , فالثورة ليست غاية بحد ذاتها انما وسيلة لبناء الدولة وانتزاع الحقوق واستقرار الشعب .. والفوضويون هم الذين يريدون الثورة من اجل الثورة والمظاهرات من اجل المظاهرات لذلك هم منزعجون من أي انتقال للسلطة ويحاولون تأخير تحقيق أول أهدافها ورحم الله الشيخ محمد متولي الشعراوي القائل “الثائر الحق هو من يثور ليقضي على الفساد».