بداية يجب الاشارة الى كون العنوان اعلاه ليس من منطق التمييز والتفريق فضلا عن كوني امقت بشدة المناطقية والجهوية والمذهبية وغيرها ولكن واقع المقال والحال فرض علينا ذلك كون ما حصل مؤخرا في الجنوب او من الحراك تحديدا اثار تساؤلات عدة بعضها محير والآخر لا نعرف هل هو عن حماقة ام ريبة . ففي الوقت الذي فيه القضية الجنوبية تعد في اولويات اجندة الثورة كما هو معلوم وكون واقع الحال فرض علينا الحل السياسي بعيدا عن التجاذبات والمهاترات والمناكفات وما افضى في النهاية الى اسدال الستار على عهد النظام الذي قامت ضده الثورة والحراك من قبل عن طريق انتخابات مزمع اجراؤها في ال 21 من فبراير وهو بمثابة يوم فاصل في حياة اليمن والثورة كوننا سننتقل الى مربع اخر من الفعل الثوري واستكمال ما ضحى من اجله الشهداء الابرار ومن اهمها واولها القضية الجنوبية التي سلمنا بها جميعا بل واعطيناها حيزا كافياً في الفعل والوجدان الثوري للقضية والحراك خصوصا وانه كان اول من اختط الثورة وعطرها بدماء الشهداء لكن ما حصل واستعصي على الكثير فهمه هو التحركات المريبة الاخيرة للحراك خصوصا ما حدث لساحة الحرية في عدن من فعل اعاد للأذهان دموية ووحشية النظام وبمفارقة عجيبة كون الصورة التي ارتسمت في ذهن الجميع عن الحراك تلك الحالة الراقية من النضال السلمي الرائع والذي لم يرفع فيه الحراك السلاح في وجه من قتل الشباب وشرد الاطفال والنساء - وذلك يعتبر من رصيده النضالي- والتي اصطدمت اليوم بهذه الصورة التي لطخت وجه نضال عدة اعوام , ثم ضد من هذه الوحشية ضد ابناء الجنوب انفسهم ..وما هو السبب قيل منع الانتخابات !!!! , في مبرر بعيد ومجافٍ للواقع والمنطق فبدلا من ان يكون يوم تنصيب هادي رئيساً لليمن الجديد نجد اخواننا نسوا شيئاً اخر وهو انه لولا تضحيات الشهداء الابرار في الحراك والثورة السلمية لما كان هناك شيء اسمه مبادرة خليجية ولا انتخابات توافقية وهذا واضح في مجمل تبريرات اعمال الحراك الاخيرة . وهذا الحال ادى إلى كثير من اللغط والحيرة والارتياب وظهر الحراك وكانه يلعب دورا تمثيليا في مسرح ليس الا يريد من خلاله ان ينقذ نظاما يلفظ انفاسه وهو الذي لطالما شن الحملات البربرية على الشعب في مشهد يكاد ان يثبت قول النظام انه صمام امان البلاد والعباد. هناك من يرى ان الحراك المحسوب على احد الاطراف التي كانت قد نسيت النضال والوطن من ذاكرتها لتبرز فجأة بلهجة قاسية اقرب الى لغة الخشب تريد تمرير اجندة تعلم مسبقا عدم جدواها خصوصا ونحن اليوم اصبحنا في حالة اشبه بالوصاية الدولية والاقليمية علينا. وفي كل الاحوال نقول لإخواننا في الجنوب لديكم قضية عادلة ومعترف بها من الجميع ومن المنتظر طرحها على طاولة الحوار لمعالجتها بما يرضيكم كما هو مكتوب حرفيا في اهداف الثورة فلماذا تريدون ان تخدموا نظاما اصبح في عداد الموتى ان كنتم كذلك؟ ولماذا تريدون ان تبدو قضيتكم بلا حامل سياسي لها ...؟؟ فبدلا من ان تكونوا جميعاً وقلوبكم شتى اولا حاولوا بلورة حالة سياسية موحدة تحت قيادة فاعلة على الارض لا تلك الشخصيات الهلامية والتي اقرب ما تكون الى ساعة ايقاف تعمل في الاوقات المحددة سلفا فقط ولكم بمن ناضل و صبر وتحمل حق التهميش والاقصاء والمصادرة اسوة حسنة ولكم من سياسيين مخضرمين تعرفونهم اكثر مني بدلا من التشظي تحت الف زعامة كل في سرب يغرد ... ثم نرجو منكم التعقل قليلا والتفكير بعيدا عن العواطف خصوصا تلك التي تريد من خلالكم ان تبدو اول بركات الثورة الحرب الاهلية والتشظي اللا منطقي ففي كل الاحوال الانتخابات حق من اراد ادلاء بصوته بسلام كان له ذلك ومن رفض هو حقه وليست سوى فترة انتقالية فلا يجوز ان تتقاتلوا فيما بينكم بعد نضال سلمي لسنوات وكأننا امام سيناريو 86 و الأسوأ ان الدعم يقال انه من النظام فلا يغرنكم الثعلب حين يرتدي ثياب الواعظين بل على العكس يجب ان تتدفق الدماء الجديدة للصدارة بعيدا عن النمطية الكرتونية لزعامات اثبتت فشلها بجدارة في اليمن ثم انه من المؤسف ان نكتب في زمن الثورة في الوقت الذي لم نتوحد فيه من قبل بهذا الشكل لنتخاطب ناطقين باسم الاشطار والمناطق، اليمن في قلوب الجميع اليوم حقيقة ليس في اللافتات التي تعودنا ان تملا الشوارع ولم تملأ الدوافع سابقا في عهد نظام لن يذكره التاريخ الا بالدموية والوحشية والتزييف، الشكر والتقدير لكل احرار الوطن من دافعوا وناضلوا عن قضايا وهموم شعبهم من بينهم ومن وسط معاناتهم لا من فنادق الخمسة نجوم او من مطابخ النظام في الشمال والجنوب وكما يقال “اهل مكة اعلم بشعابها».