مطلوب منا اليوم ان نقنع انفسنا بأن عهد ما قبل ثورات الربيع العربي قد انتهى وولّى الى غير رجعة .. وهي قناعة ليست مستندة على ( قرحة قات في الساعة السليمانية ) ولا تعميرة بوري في الغرفة المكتمة ) .. انها واقع فرض ويفرض نفسه .. علينا نسيان الماضي بكافة ملفاته لنستقبل عهدا جديدا مشرقا وضاءً.. ما الذي سنخسره لو نعمل لذاكرتنا ( فرمته ) و(delete) لنعيش بذاكرة جديدة ( لنج ) غير ملوثة بالماضي وتداعياته؟ ( يا ناس ) قد شبعنا مهاترات ومناكفات سياسية وقد امتلأت ادمغتنا بمشاكل ليس لنا دخل فيها ولسنا طرفا ايضا.. ( يا قوم ) لسنا حقل تجارب ولا مطايا للغير فلنا عقول ليست قاصرة ندرك ما يدور حولنا ونعرفها وهي طائرة .. بصراحة ( نحن نشتي نعيش كبقية خلق الله واللي في رأسه حاجة (مش كويسة) يروح يتخلص منها بأقصى سرعة حتى لا تنفجر «حاجته» ويتشتت معها دماغه .. نحن امام مرحلة اما ان نكون او لا نكون والمقصود بنحن هو الوطن ..فالوطن اليوم على مفترق طريقين، اما طريق البناء والاصلاح والدولة المدنية الحديثة واما طريق التشرذم والصوملة واللادولة والصراعات اللامتناهية ..كما اننا امام فريقين , فريق يبغي صلاح البلاد وايصال البلاد الى بر الامان وفريق يريد المتاجرة بدماء ومستقبل الوطن.