لقد كنت مصراً طوال الأزمة على ضرورة الوصول إلى كلمة سواء تحقق الرضا والقبول ومن ثم الأمن والاستقرار وكان الإصرار قائماً على وجود العقلاء والحكماء في اليمن الذين كان لهم الفضل الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى في الوصول إلى التوافق الوطني الذي من خلاله استطاع اليمنيون الوصول إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة، التي جرت في 21فبراير ورسمت لوحة حضارية بالغة الأهمية، وأسقطت رهانات الخاسرين الذين كانوا يخططون من أجل إيقاع اليمن في مزلق الحروب الأهلية والتشظي الذي خطط له من قبل القوى الحاقدة على يمن الثاني والعشرين من مايو1990م. إن الإرادة الكلية للشعب اليمني باتت اليوم مالكة السلطة وقد وقعت الإرادة الكلية في 21فبراير الحالي على منح الثقة للمشير الركن عبدربه منصور هادي وانتخبته رئيساً جديداً لليمن، وكان للحضور الجماهيري الكبير وتزاحم الملايين أمام اللجان الانتخابية العديد من المعاني والدلالات الرئيسية والوطنية والإنسانية وبعثت تلك اللوحة الحضارية رسائل عديدة إلى العالم قالت فيها: بأن اليمن بلد حضاري تخلى عن حمل السلاح واتجه نحو الصندوق لمنح ثقته لمن يرى فيه القدرة والكفاءة والحكمة والحكنة وهو المرشح الذي توافقت عليه كل القوى السياسية المشير الركن عبدربه منصور هادي، وبعثت برسالة بالغة الأهمية إلى أولئك الذين راهنوا على الدماء والدمار مفادها بأن رجالات اليمن وعقلاءها لايقبلون بإشعال نار الفتنة. إن رسالة يوم 21فبراير إلى الخاسرين الذين راهنوا على وجود السلاح وعملوا ليلاً ونهاراً من أجل اشعال نيران الفتنة كانت واضحة فقد قال الشعب: نعم للأمن والاستقرار، نعم للتداول السلمي للسلطة نعم للمشاركة السياسية ولا وألف لا لمن يشعل النيران في أزهارنا كي تحرق ولذلك ينبغي الإدراك المطلق بأن شعب اليمن شعب الحضارات الإنسانية، وكان على الذين رسموا مخطط التشظي والفتنة في اليمن أن يدرسوا تاريخ اليمن ليستفيدوا من تجارب التاريخ لأن اليمنيين صناع حضارة ولايقبلون بالإرهاب والإجرام وهاهم قد بعثوا برسالة حضارية إنسانية بالغة التأثير. إن المشاهد الحضاية التي نقلتها الشاشات المتلفزة على الهواء مباشرة من مختلف المراكز الانتخابية قد عكست الصورة الحقيقية ليمن الإيمان والحكمة، وأنا على يقين تام أن تلك الرسالة الإنسانية الحضارية التي ظهر بها اليمنيون في 21فبراير الحالي قد وصلت برداً وسلاماً على الخيرين والشرفاء الذين جعلوا اليمن فوق الأهواء والنزوات وبالتالي كان الواجب اليوم يحتم على الكافة الإنطلاق نحو تعزيز الوفاق وعدم الإلتفات إلى الأصوات النشاز من أجل أمن واستقرار اليمن ووحدته بإذن الله.