في صدر كل واحد منا وحش جاهز للانقضاض. كل ما ينتظره هو فرصة الإطلاق. ميشيل الثالث في بيزنطة كان ولياً للعهد حين كان يتفقد الخيل فأعجبه حصان! ولكن الاقتراب منه كاد أن يكلفه حياته! لقد كان فرسا جموحا، ومن أنقذ حياة ولي العهد كان خادم الإسطبل (باسيل). من أين أنت وما اسمك, هكذا خاطبه ولي العهد ميشيل أجاب باحترام بالغ: أنا مقدوني واسمي باسيل سيدي ولي العهد. كانت هذه فاتحة مشئومة فقد نمت العلاقة بين الملك ميشيل الثالث الذي أصبح أخيراً ملكاً، ولكن أثناء هذا كان باسيل قد رقي إلى رئيس الإسطبلات الملكية بل أدخله كلية يتعلم فيها اللغة والفنون فقد كان الخادم أمياً فلاحاً. ما يميزه فقط قوة الشكيمة ومتانة العضلات وعرض الفك. أخيرا أصبح نادم الملك وموضع سره وخليله في حفلات الخمر والبذخ. ارتقى باسيل درجة درجة وتزوج من إحدى محظيات الملك (يودوكسيا إينجرينا). وفي لعبة السلطة قام عم الملك (بارداس) بمعونة الملك الشاب الصغير الغرّ بالتخلص من أمه (ثويودورا) ووضعها تحت الإقامة الجبرية في دير، أما عشيقها (ثيوكريتيوس) فقد تم اغتياله. هنا ضرب باسيل ضربته فقام بإيغار صدر ميشيل على عمه بارداس قائد الجيش بأنه يطمع في العرش، فما زال به حتى سأله ميشيل وكيف نتخلص منه وهو قائد الجند؟ ضحك باسيل وقال: دع الأمر لي وسكينتي جاهزة! في حفل كبير للخيل اندس باسيل مع عصابته فطعن بارداس طعنة هائلة أودت بحياته وتكتم القصر على الحادث. قام ميشيل بمكافأة باسيل بمنصب رئيس الجيش فكان كمن يدخل الدب إلى حقله! كان باسيل أثناء هذا قد ملأ خزائنه بالمال من جيب الإمبراطور وعقد صلات ممتازة هنا وهناك؛ فلما ضاقت الأمور على الملك ميشيل المسكين وطلب من باسيل قرضاً ضحك عليه. وفي اليوم التالي كان الجند يحتزون رأس الملك ميشيل الثالث، ويخرجون به على رأس رمح ويجلس صبي الإسطبل الانقلابي مكان الإمبراطور في القسطنطينية. إن الشعب السوري الآن يدفع ثمن مثل هذه الأغلاط التاريخية مع الفوائد المركبة من عدم قطع الطريق على الانقلابيين!.