بعض القوى السياسية أدركت بأنها قد فشلت في صنع القيادة الكارزمية التي تلتف حولها الجماهير وتحظى بالقبول والرضا ليس على مستوى منطقة معينة وإنما على مستوى الوطن اليمني الكبير ولأنها أدركت ذلك فقد عادت إلى صوابها وبدأت تسلك الطريق السليم في عملية البناء الحزبي على مستوى التكوينات القيادية والقاعدية ورغم أن هذا الإدراك قد جاء متأخراً إلا أن تلك القوى يمكن القول بأنها بدأت خطوة في الاتجاه الصحيح غير أن البعض الآخر من تلك القوى الفاشلة لم تدرك بعد هذه القضية ولم تعترف بأنها فشلت في مجال البحث عن الشخصية القيادية الكارزمية الجماهيرية وبدلاً من الاعتراف بذلك والبدء بمرحلة جديدة من العمل الوطني فقد جعلت الحسد والحقد عنوان حياتها وبات كل همها العداء الشخصي لمن نجح في بناء الشخصية الكارزمية بقدراته وملكيته الذاتية.. إن البناء السياسي للشخصية الكارزمية لا يأتي من خلال غرس أفكار الظلام والجهل والحقد على الآخرين والاعتماد على الفكر المنغلق الذي لا يقبل الحوار ولا يدرك الحاجة إليه ولا يؤمن بالآخر لأن هذا السلوك لا يمكن أن ينتج إلا التعقيد ويفرز الكراهية للآخرين ولا يقبل بالتعايش مع الغير الأمر الذي يمنع ظهور شخصية قيادية كارزمية جماهيرية عامة بقدر ما يخلق قيادات مرفوضة وغير مقبولة في أوساط الجماهير لا تجيد أكثر من تأزيم الحياة السياسية وتسميم الحياة الاجتماعية والاعتداء على حق الحياة الإنسانية ويلاحقها الفشل والعقد في كل مكان. إن الأحزاب والتنظيمات السياسية المعارضة للمؤتمر الشعبي العام قد فشلت فشلاً ذريعاً في بحثها عن الشخصية الكارزمية الجماهيرية وبدلاً من البحث عن أسباب هذا الفشل ومعالجة الخلل اعتقد البعض أن العداء الشخصي للشخص الكارزمي المحبوب من الجماهير الرئيس السابق علي عبد الله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام سيحقق له تلك الكارزمية التي يفتقدها ويشعر بعجزه عن إيجادها ولم يدرك أن ذلك الأسلوب الهمجي والحقد الفاجر والعدوان الغادر لا يمكن أن يكون الطريق السليم للوصول إلى شخصية وطنية كارزمية جماهيرية بحجم اليمن. إن الحياة الحزبية في اليمن بحاجة إلى إعادة النظر والوقوف أمام المثالب والإحباطات التي كرستها بعض القوى الحزبية بهدوء وعقلانية بدلاً من زرع الأحقاد والعداوات لأن بناء المستقبل يحتاج إلى الفكر المستنير المؤمن بالحوار والتداول السلمي للسلطة والرأي والرأي الآخر أما الأحادية الحاقدة والفاجرة والغادرة في الفكر فلن تفلح في صنع الألق والمجد اليماني الجديد آمل أن تدرك كل القوى السياسية ذلك بإذن الله.