بعد أكثر من عام على انطلاق الثورة وأكثر من شهرين على انتخاب هادي، تقف الحيرة في وجوه الجميع متسائلة عن مصير الثورة وحقيقة التغيير وهي حيرة مشروعة لشعب صبر كثيراً. لكننا ورغم كل ذلك نجد أنفسنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم الدولة المدنية التي لن تتم بدون هيكلة للجيش ومؤتمر حوار وطني واجتثاث لما تبقى من أوكار الفساد ونحن الآن في طريق تحقيق كل ذلك. الحوار الوطني الشامل سيتم خلال الفترة القادمة وستشارك فيه كل أو أغلب المكونات السياسية في الوطن وإن وضعت أمامه الكثير من العقبات. ربما يتأخر لكنه لن يتعثر، فهو نقطة مهمة في المبادرة لا تقل شأناً عن تشكيل الحكومة ولا حتى عن الانتخابات الرئاسية المبكرة.سيتم الحوار برغبة بعض هذه القوى وبدون رغبة بعضها الآخر، لأنه لا أهمية لرغبتهم مقابل الرغبة الدولية. فالمجتمع الدولي والدول الراعية للمبادرة بشكل أخص أكثر جدية في إنجاح الحوار وجميع القوى السياسية في اليمن تربطها علاقات معينة مع كل أو بعض هذه الدول وتخضع لضغوطها. سيحضر المؤتمر رغم استمرار رئيسه في استفزاز شركائه واستفزاز الناس والمجتمع الدولي ورغم اشتراط إزالة كل مظاهر التوتر بما فيها الاعتصامات من وجهة نظره. وسيحضر المشترك بدون اثنتي عشرة نقطة تذكر مؤخراً بأنها مهمة لاستقرار اليمن وإتمام التحول الديمقراطي، فتقدم بها للرئيس هادي كشروط للمشاركة أو نقاط للاستفادة سيحضر سواء قبلت أم رفضت. سيحضر الشباب وكالعادة سيتم التوافق والتوقيع عنهم بالإنابة وفي أحسن الأحوال سيترك التوقيع لهم ولكن بقلم وحبر وحتى صفحة غيرهم. بالنسبة للحراك والحوثيين ليس لديهم خيار سوى الحضور أو مواجهة عزلة داخلية وخارجية لن تستطع إيران إسداء دفء يصل حد قطيعة العالم لهم. أما النقطة الأخرى وهي هيكلة الجيش وبعد جدل حول متى وكيف ستتم الهيكلة حتى وصل الحال بالبعض إلى اعتقاد أن الهيكلة لن تتم فلا أظن أنها ستتعثر خاصة بعد زيارة (فيلتمان) التي أعلنت فيها حكومته زيادة الدعم لليمن وأكد هو (أن هيكلة الجيش اليمني جزء هام لتحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد). حكومة الوفاق ستكمل مشوار المرحلة الانتقالية ولن تؤثر فيها استجوابات مجلس النواب الذي استجوبها أكثر مما تستجوب النيابة سجيناً للتحقيق معه.ووزراء المؤتمر عليهم أن يختاروا بين مشروع الوطن أو مشروع الشخص الذي سيتركهم قريباً بعد أن ضاق الوطن والمجتمع الدولي ذرعاً به وبتصرفاته واستفزازاته. القاعدة ستنقسم إلى قاعدة إسلامية عالمية وقاعدة علمانية محلية الصنع، ستحارب الأولى بجهود الجميع، أما الأخرى فهي كفيلة بتفكيك نفسها كنار تأكل بعضها عندما لا تجد حطباً. الألغام التي زرعها البعض في طريق دولة المؤسسات سيتم تفكيكها بتعاون الجميع لمعرفة أماكن وجودها وبإزالة المشرفين عليها - وقد بدأ ذلك بالفعل -.