أجمل ما في المبادرة أنها أتت برئيس بإرادة شعبية ولم يكن عبر مجلس النواب والتوافق فهو يستمد سلطته من 6.60يمني بالإضافة إلى الذين لم يتمكنوا من التصويت وقد تصل شرعيته الفعلية إلى 12مليون صوت لو افترضنا الداخل والخارج ليس هذا حبا أو بناء على برنامج لكنه حب الوطن وثورية الشعب اليمني قاطبة. عدم مكاشفة الشعب ما سبب عدم السيطرة على الوضع ومن يقف عائقاً ويفتعل الأزمات ويصنع الحرائق هنا وهناك، هنا تكمن مشكلة الرئاسة والحكومة. الحكومة ولأنها توافقية إن أشارت أو أي من طرفيها إلى سبب فإن مصداقيتها ليست بالدرجة العالية لدى الشعب وإن كان هناك نوع من التطابق بين القول والواقع فإن الطرف المتضرر من الحقيقية سيعمد على تشكيك أقوال الحكومة وتصريحاها ويشعل الوضع بمزيد من الأزمات لكن رئيس الجمهورية بحاجة ليكون واضحا وشفافا مع الشعب ويطلب منه الدعم اللازم ليتجاوز الوطن محنته وأن تكون هناك سياسة إعلامية قائمة على المصداقية والوضوح لتعود الموثوقية الشعبية بالإعلام والرسالة الإعلامية وتكون للشعب نافذته الصادقة في سماع الحقيقة وتُبنى المواقف الجماهيرية الشعبية في وجه الصلفات والأنانيات التي تقصد ذاتها وتدمر الوطن والمواطن. الشعب ليس سلبياً لكنه يرقب المشهد بعمق ويبحث عن الحقيقة الغائبة لكن الحقيقة تخفيها التوجسات من المجهول وتهديدات أصحاب المصالح والأحقاد فيخسر الوطن والمواطن بناء على تخوفات ربما لا مشروعة قد لا يخسرها إن بانت الحقيقة وكان للشعب قراره. التوافق في الحكومة أو النواب إن لم يكن اليوم لصالح الوطن وبالسرعة القصوى للخروج بالوطن من محنته فليذهب فرقاء التوافق إلى الجحيم وتبقى سلطة الشعب ممثلة بشخص رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ومن خلفه كل اليمنيين وتجتمع هيئة متخصصة لإعلان دستوري مؤقت بموجبه يتم إدارة البلاد وينحل الجيش والأمن وتقال كل القيادات الحزبية من المؤسسات ويتم تعيين رجال وطنيين أكفاء، فالوسطاء والمشرفون على تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لم تكن مبادرتهم إلا على قوة الداخل ولولا قوة الداخل ما كان الخارج، الخارج اليوم ليس من مصلحتهم النجاح للثورة بأهدافها وتطلعات اليمنيين إلى الغد المشرق فقط يبحثون عن وضع هلامي لا يخدم الشعب ليقطع مصالحهم، فلا تنتظر الثورة ومن ورائها الشعب اليمني أعطية الوسطاء أهدافاً ثورية ويمن جديد، اليمن الجديد والهدف الثوري هو ثمن تدفعه الشعوب الحرة وبقي من الثمن جهود ودماء: ونحن أناسٌ لا توسطَ بيننا لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر تَهونُ علينا في المعالي نفوسُنا ومن يَخْطُب الحسناءَ لم يُغْلِها المهر أَعَزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا وأكرمُ مَن فوقَ التراب ولا فخر حين لا يتخذ المؤتمر الشعبي العام موقفاً ويعود إلى الشعب وتطلعاته المدنية والدولة فإن المؤتمر هو شخص صالح ولابد أن يلقى مصير سيء. المؤتمر الذي تأسس في24/08/1982م على أيدلوجيات مختلفة وحامل لفكرة الثورة اليمنية 62م من خلال المبادئ الستة للثورة اليمنية كمجموع لقوى سياسية وُلِّفت تحت الاسم العتيق المؤتمر الشعبي العام وكان محرم العمل الحزبي فيما قبل مايو 90 في كلا الشطرين وفي العام 90 كانت الوحدة وفتح مجال التعدد الحزبي لتخرج الأحزاب من عباءة المؤتمر في الشطر الشمالي من الوطن و تحلل المؤتمر الشعبي العام وتسَمَّى مكوناته بمسمياتها الأيدلوجية لتعود إلى قواعدها من بعث وناصري وإصلاح (إخوان) واشتراكي و...إلخ وكان على من بقى أن يكون لهم اسم جديد لا أن يبقى باسم المؤتمر الشعبي العام مظلة متفرق المدارس والأفكار الأيدلوجية التي افرنقعت بمجرد السماح بالتعددية الحزبية واعتماد النظام الديمقراطي نهجا للتبادل السلمي للسلطة، ولأنه لا يوجد مدرسة أو فكر بقاء المؤتمر الشعبي العام تحت ذلك القالب الصالحي الذي لا يملك مشروعاً فتجمع فيه كل شيء ومسافر باحثا عن هواه غير المتصادم مع هوى صالح والعائلة مع القليل من الوطني الذين لم يكن لهم القدرة على السيطرة والقرار لكنهم مسئولون عما اقترفت يد صالح من قاعدة ألم تكن أرض الله واسعة فيهاجروا فيها، أما الحزب الاشتراكي الذي حكم الشطر الجنوبي من الوطن هو نظام الحزب الواحد وأيدلوجيته الاشتراكية التي تقوم على فكر وفلسفة وتصور. . فهل الاتحادات إن تمزقت يبقى الاسم الجامع للاتحاد اسما لمكون فردي فمثلا روسيا الاتحادية اليوم هل كان عليها أن تبقى باسم الاتحاد السوفيتي بعد تحلله في 1991م؟ . . صالح لم يعد بالمؤتمر الشعبي العام لكنه بالقوة العسكرية والأمنية .