تعليقاً على حديث د. ناصر الخبجي ل«الجمهورية» العدد (15454) 31 مارس 2012م الذي طلب فيه إلغاء الفتوى الدينية التكفيرية ضد شعب الجنوب والاعتذار الرسمي لشعب الجنوب من شركاء حرب 94م كمقدمات لتهيئة المناخ السياسي لأي حوار أو تفاوض بين الشمال والجنوب.. قال أحد الإخوة كان قد فقد شقيقه في تلك الحرب، وفيما بعد فقد رتبته ووظيفته العسكرية: (ماذا تتوقعون ممن تحوّلوا بقدرة قادر إلى أصحاب فتاوى تجيز قتل الجنوبيين ونهب أرضهم وثرواتهم وممتلكاتهم..؟ ماذا تتوقعون من شركاء حرب وسلطة وفساد، وأمراء حرب؟ هل يتوقع د. الخبجي أن هؤلاء سيعتذرون لشعب الجنوب عن جرائمهم التي تدينهم وتزج بهم في المحاكم الوطنية والدولية كمجرمي حرب..؟! ثم من قال: إن ممن عاشوا على الحروب والنهب يمكن أن يعتذروا عن أي أخطاء يرتكبونها..؟ فهؤلاء مصابون بالسادية وبفيروسات عظمة السلطة والثروة والوجاهة الزائفة، ويعتبرون كل تصرفاتهم صحيحة ومشروعة بأعراف ثقافتهم.!!. ومثلما هم شركاء في الحرب، هم أيضاً شركاء في صفات متشابهة، فجميعهم مقتنعون بفكرة القوة ونهب أرض وثروة وممتلكات الآخرين حتى لو قتل الشعب كله..!. وعلينا أن نتأمل في أحاديثهم وتصريحاتهم التي لا ترتقي لمستوى يمكن أن يؤدي إلى الاعتذار والتصالح والتسامح..! هم فقط يطقطقون بكلمات التعاطف مع شعب الجنوب على ما تعرض من جرائم ومعاناة وحرمان.. ولكن - والحديث لهذا الأخ - نحن لم ولن نطلب منهم أن يطبطبوا علينا..! نحن نتألم لوحدنا، ولا نريد منهم ولا أي من شاكلة من تحول إلى متسلط وثري ونافذ على حساب شعب الجنوب أن يشاركنا بالألم..! ومن قال: إننا نحتاج إليهم، فهم لم ينفعونا قط بقدر ما ألحقوا الضرر الفادح بوطننا وأهلنا..! قدمنا لهم كل شيء وسرقوا منَّا كل شيء.. فماذا يتوقع د. ناصر الخبجي من هؤلاء..؟! كان حديث هذا الأخ قاسياً فعلاً، ولكننا أيضاً نلتمس له العذر بالنظر للخسائر التي ضربت ظهره وشتتت حياته وضيّعت مستقبله.. مع ذلك قلت له: نعم.. ولم لا..؟ إذا كان قانون الحصانة قد كفل لأصحابه نجاتهم من أية محاكمة..! كما أن قانون العدالة الانتقالية القادم سيهيئ لتسوية تصالحية شاملة..! وشعب الجنوب أكثر من غيره يؤمن بالتسامح، وعنده القدرة الكافية على العفو.. فقط ينتظر من هؤلاء أن يتحلوا بالشجاعة الوطنية والأخلاقية والدينية، ويعلنوا اعتذارهم الرسمي لشعب الجنوب عن جرائم حرب 94م وما بعدها.. ويعملوا على إلغاء الفتوى الدينية التكفيرية التي صدرت من بعض زعماء الدين أثناء تلك الحرب..! هذه الخطوة برأيي ستهيئ النفوس وستزيل ما علق بها من شوائب.. وستؤسس لقاعدة متينة للتفاهم والتسامح والمحبة.. وطي صفحة الحرب والنهب..!.