لنختصر المسافة بين المواطن البسيط وبين الأطراف المتنازعة على الاستحواذ .. كل بقدر نواياه وأهدافه ومصالحه الفردية والجماعية .. أقول لنختصرها بكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون . وأسألُ كل الأطراف المتردية والنطيحة ومن أكل الدولار والدينار والدرهم والريال قبلهم جميعاً .. ماذا أنتم فاعلون بحقيقتكم التي تتجلّى كل يومٍ أمامنا بما يعيق حتى التفكير بالأمل .. ناهيكم عن حجم البؤس في وضع ثقة الشعب في رؤاكم وأطروحاتكم وحواراتكم التي تناقش كل شيءٍ وتقرر كل شيء ماعدا مصلحة الوطن . ماذا فعلتم منذ الواحد والعشرين من فبراير؟ وماهي مؤشرات الواقع الإيجابي حتى نعذركم إذا كان خطابكم رغم ظاهر وفاقهِ إلا أنه لا يؤسس إلا للخراب وتتويج الفعل الدموي كتصفيةٍ أولى للوصول إلى منصّة الصراخ ثم العبث بذات الطرق التي حفظناها عن ظهر قلب ! وإن كنا نعذركم في بعض الخطوات بحكم حداثة تجربتكم مع متغيرات الربيع العربي .. التي أدهشتكم كقادة للجماهير الكادحة قبل أن تدهش المعنيين بالسقوط .. لكننا حتماً لن نسامحكم على تأصيل الخراب البشع وهو ينخر في الإنسان قبل المكان والزمان . ربما بإمكانكم قلب الطاولة مجدداً إن قررتم الإنحياز للوطن .. وسجلتم موقفاً تأريخياً تبقون به أعزّة تتلو الأيام قداسة وعيكم .. أو ستلعنكم الأجيال إن بقيتم في صف المماحكات وتصفية الحسابات الدنيئة .. وتسقطون هذه المرة كما لم تتوقع كل مخططات تدمير اليمن من داخله وخارجه .