لاينبغي أن تغيب الرؤية اليومية حول الموقف من القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية والمحيط الإقليمي والعالمي، لأن إعلان المواقف وتحديد الأهداف والوسائل أمر بالغ الأهمية، ولذلك لابد من وجود مفتتح يومي في وسائل الإعلام يتناول هذه القضايا ويقدم الرؤية الواضحة ويحدد الوسائل والأساليب التي يتم من خلالها التعامل مع الظواهر أو القضايا أو المستجدات، بل أن المفتتح الذي ينبغي أن يكون يومياً في وسائل الإعلام يحدد الاتجاهات العامة لإحداث التصرف اللازم تجاه القضايا والأحداث بالاستناد إلى تلك الرؤية المحددة لاتجاهات الحكومة. إن الملاحظ على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة الرسمية أنها تحرث في البحر وأحياناً تسبح عكس التيار، بل أن البعض منها قد خرج تماماً عن كونه وسيلة إعلامية تنفذ توجهات حكومة الوفاق الوطني، واعتقد أن السبب في هذا التخبط عدم وضوح الرؤيا وغياب محددات الخطاب والسياسة الإعلامية، وترك الحبل على الغارب، وهنا ظهرت الأهواء الشخصية والرغبات الحزبية، وتحول الإعلام الرسمي إلى منابر لإعلان التصفية ونشر الأحقاد والزج بالمجتمع في أتون التناقضات، ويظن البعض أن ذلك الانفلات يأتي في إطار الحرية الإعلامية ولم يدرك أن وسائل الإعلام الرسمية لها مهمة محددة وهي تنفيذ توجهات حكومة الوفاق الوطني، أما سياسة نشر الغسيل فإن هناك الإعلام الحزبي والمستقل وهو متاح ومتوفر، الأمر الذي يوجب على الحكومة ضبط وسائل الإعلام الرسمية وإلزامها بسياسة إعلامية وإخبارية واضحة، لأن ذلك لا يتنافى مع الحرية الإعلامية ، بل إن على مسئولي الإعلام أن يدركوا أن الحرية لها حدود وضوابط لا يجوز الخروج عليها مطلقاً. إن الحاجة ملحة لتحديد الاتجاهات وإبراز المحددات التي تقوم الوسائل الإعلامية بما يعزز الوحدة الوطنية ويصون الوفاق الوطني ويخلق الرضا والقبول الشعبي وهذه مسئولية ينبغي على حكومة الوفاق الوطني الوقوف أمامها بجدية لاتخاذ ما يخدم وحدة المجتمع ويفرض سيادة الدستور والقانون ويقوي روافد التسامح والتوحد فهل نجد لذلك أذناً صاغية؟ نأمل ذلك بإذن الله.