الحوثية أو”الحوثيون” حركة حديثة العهد في اليمن.. وأول ما عرفت في محافظة صعدة من خلال عدة مواجهات مسلحة بينها وبين الدولة.. وإلى حد الآن لم تعرف إلا كحركة مذهبية، وقد استمدت اسمها من مرجعيتها الكبير السيد بدر الدين الحوثي.. وقد توالى على قيادتها كل من حسين بدر الدين الحوثي، وبعد مقتله في إحدى الحروب مع الدولة حلّ محله أخوه عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يقود الحركة حتى اليوم.. وهي من تشيّعها لأهل البيت تعد حركة شيعية بكل ما تعني الكلمة. الحركة إلى حد الآن لم تعلن حزباً سياسياً لها، وهي تتمدد بقوة في المحافظات “صعدة” وعمران، والجوف، وحجة.. وتمددها يتم بمذهبها وسلاحها، وهذا لا يعني أنها تقف في التمدد عند حدود المحافظات المذكورة لكنها تتمدد إلى بقية المحافظات بفكرها المذهبي المتشيّع.. لكنها أمام هذا التمدد تواجه مقاومة من خلال جماعات مذهبية أخرى “كالإصلاح والسلفيين”. الحركة تعد حركة راديكالية محافظة.. هتافاتها في كل المناسبات الخاصة بها “الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا”، لكن الملاحظ أن الموت كان لليمنيين خلال مواجهاتها في الحروب الست مع الدولة، ولم يمت أمريكي أو إسرائيل واحد.. وكذلك مواجهاتها مع السلفيين كان الموت من نصيب اليمنيين من الحوثيين والسفليين. نتمنى على هذه الحركة أن تتحول إلى حركة مدنية سياسية لها فكرها المعلن، وحزبها المعلن، وتتخذ من العمل السياسي السلمي منهجاً لها، ومن أسلوب الحوار للتعاطي والتعامل مع الأحزاب السياسية الأخرى، وهي أمنية نتمناها من كل الأحزاب التي تملك مليشيات مسلحة.. فالعمل السياسي والحوار يوصل إلى الأهداف المنشودة دون حروب وإراقة دماء، لأن دماء المسلمين، وأموالهم، وأعراضهم حرام، حرام، حرام.. كحرمة بيت الله الحرام.. فالوطن لم يعد يتحمل أية فتنة وأية إراقة دماء.. ففيه ما يكفيه.. وليكن لكل مذهبه وفكره.. والوطن للجميع.