هذا العام حلّ علينا “العيد العالمي للعمال” في ظل ظروف صعبة نتيجة الأوضاع التي نعيشها منذ عام وبضعة أشهر.. وإذا كان هناك من يعاني أكثر وأقسى من هذه الأزمة السياسية فهم العمال، ومن على شاكلتهم من ذوي الدخل المحدود كالجنود والموظفين، ومن يعيشون على باب الله الكريم من الباعة المتجولين، وأصحاب البسطات، والعربيات، وسائقي الأجرة وصغار البائعين. هؤلاء الذين يمثلون أغلبية أبناء الشعب يحتفلون مع العمال في عيدهم ويتجرعون معهم المرارة وسوء العيش، وتدني مستوى المعيشة إلى حد سوء التغذية والجوع بسبب الأوضاع المأزومة في اليمن، وتغاضي الدولة حكومة ومجلساً نيابياً، والمعارضة مشتركاً وغير مشترك عن هذه الغالبية الشعبية وما تعانيه، بل مما زاد الطين بلة وزاد من سوء أحوالهم رفع أسعار المشتقات النفطية وهي مواد حيوية تؤثر في حياة ومعيشة الشعب سلباً.. الشعب الذي يعاني من نتائج حرب لا ناقة له فيها ولا جمل سوى أنه تحمل هؤلاء، وصبر عليهم، ومازال صابراً عليهم. على أي حال ومع كل ما سبق فلا حرج أيضاً أن نتوجه إلى عمال اليمن والعرب والعالم بالتهنئة بيوم عيدهم العالمي، فهم من يعانون دوماً وأبداً من الظلم والمكابدة وضنك العيش والفقر رغم أنهم وبأيديهم تتكوم الثروات والأموال في يد قلة قليلة على مستوى الأوطان والأقاليم والقارات والعالم.. رغم أن هذه الثروات هي نتاج شفاء وتعب وعرق العمال فهم أدوات الإنتاج والتنمية، وهم البناة للأوطان.. ومع ذلك هم من يكابدون ويعانون شظف العيش وتدنيه.