متابعة/ محمد غزوان "حاصرونا وزيدوا بها والله ما عاد لنا قدرة نصبر".. هكذا تحدث للصحيفة أحد الباعة المتجولين بهذه العبارة التذمرية التي جسدتها الأحداث والوقائع في عصر يوم الأحد في منطقة مديرية معين شارع هائل، حيث قامت الأطقم العسكرية المتعددة بمهاجمة بسطات الباعة المتجولين والعبث ببضائعهم، في البداية حاول الباعة تجنب أي اصطدام مع الأطقم العسكرية وأخذوا يشرحون ظروفهم والوضع الاقتصادي المتردي لكن الجنود تمسكوا بعبارة واحدة رفعوا عندنا أوامر من فوق وواصلوا اندفاعهم نحو تدمير بسطاتهم وحينها انتفض الباعة المتجولون بشكل مخيف وأخذوا يهاجمون الجنود وهم يرددون إلا لقمة العيش والله أكبر وثورة ثورة انتفاضتهم تلك هزت الشارع وأجبرت الجنود وأطقمهم على التقهقر وإطلاق النار في الهواء من أجل إخافتهم ولكن الباعة المتجولين استمروا في ثورتهم التي تدافع عن لقمة عيشهم مما اضطر الجنود وأطقمهم إلى الهرب وسمى الباعة المتجولون قوات الأمن بقوات محاربة الكسب الشريف وتجذير الفقر وقالوا إن نشاط أتباع أمانة العاصمة في شهر رمضان هو من أجل فرض مبالغ مالية عبر عقال الحارات وشلل العصابات عليهم وأن تلك الحملات من أجل نهبهم. حميد بجاش يحاصر باب اليمن أما في منطقة باب اليمن فقد تم فرض حصار محكم على الباعة المتجولين ذلك الحصار يعتبره الباعة المتجولون الأكثر بشاعة من الحصار المفروض على أبناء غزة، كون أبناء غزة محاصرين من قبل اليهود بينما الباعة المتجولون حصارهم من أبناء جلدتهم ومن مسلمين مثلهم ومن قوات أنشئت لتأمينهم ولتكون خادمة لهم وليس متعسفة ومتكبرة عليهم.. في زقاق صغير يتم حشر الباعة المتجولين ثم يقف الطقم العسكري في بوابة ذلك الزقاق ليمنعهم من الخروج وطلب الرزق الحلال وجمع مصاريف العيد فقد بلغ الفقر والجوع حناجرهم جراء سياسة الحكومة ولصوصها الفاسدين الذين عبثوا باقتصاد البلاد. مدير المنطقة الأمنية حميد بجاش يشرف بنفسه على عملية إحكام الحصار التقته صحيفة الوسط أمام باب اليمن.. حميد بطبعه مهذب وتحدث للصحيفة وهو يبتسم معللا أن هناك وفوداً شقيقة وأجنبية سوف تزور البلاد خلال شهر رمضان موسم البيع والشراء لكادحي ومسحوقي اليمن وأوضح بجاش أنه يرأف بهؤلاء الباعة ولكن الأوامر والتوجيهات وضرورة تهيئة الأجواء للوفود يتطلب ذلك وبحكم أننا التقينا بجاش في وقت العصر الذي يعتبر وقتاً غير مناسب للنقاش والحديث في شهر رمضان بحكم أنه وقت ذروة الجوع والعطش فخشينا من أن تطلع النعرة العسكرية على بجاش حين يعلم أنه ليس هناك سند قانوني أو دستوري يمنحهم الحق كشرطة من منع المواطنين من ممارسة العمل. لكن الباعة المتجولين في باب اليمن أوضحوا أنهم يتكبدون العذاب الفظيع جراء منعهم من مواصلة كسب رزقهم وإشباع جوعهم والجوع كافر وسيرفض اعتناق الإسلام على يد الأفندم حميد بجاش حيث يزداد عدد الباعة المتجولين في شهر رمضان الذي يعتبر موسماً للبيع والشراء ومن بداية الشهر يتوافد الكثير من أبناء محافظة تعز جميعهم من القرى أغلبهم شباب وأطفال صغار يغتنمون موسم البيع من أجل جمع مصاريف العام الدراسي القادم ومصاريف العيد وكذلك في أوساطهم أكثر من عشرة طلاب جامعيين يجمعون مصاريف الدراسة الجامعية بحكم أنهم يعشقون التعليم الذي استحوذ عليه عيال الذوات والمسئولين الذين أغلب أبنائهم فاشلون ولكن حتى الرصيف تريد أن تتملكه هذه الحكومة الفاشلة أمنيا وسياسيا واقتصاديا. يمتصون الغضب وقد أوضحت العديد من الدراسات والبحوث الميدانية أن الباعة المتجولين في أمانة العاصمة لوحدهم يعيلون أكثر من 300 ألف فرد منهم خمسون ألف طالب في الثانوية وأكثر من ألف طالب يدرسون في الجامعة يعيلهم البساطون في أمانة العاصمة فقط أيضا يلعب الباسطون دورا كبيرا في عملية درء التقلبات السعرية فهم أحيانا يتنازلون بجزء من أرباحهم من أجل إدارة عجلة التنمية ويعتبر هؤلاء الباعة من أصحاب المشاريع الصغيرة التي نجحت في محاربة البطالة بعد أن فشلت الحكومة في مواجهة البطالة ويعتبر شهر رمضان الموسم الذي ينتظرون قدومه بفارغ الصبر وإعداد العدة له من أجل المكسب الشريف وليس من أجل نهب الشعب. إضاعة ال(.......) بالنحنحة أمانة العاصمة رغم ميزانيتها المهولة لم تدفع منذ أربعة أشهر حقوق عمال الأجر اليومي الذين تستأجرهم من أجل تعسف ونهب الباعة المتجولين ولهذا فضلت في هذا الشهر الكريم أن تفلت لجام من تبقى منهم معها من أجل استغلال شهر رمضان لنهب الباعة المتجولين وكان أحرى بمدراء المديريات ومسئولي المناطق الأمنية أن يتقوا الله ويسعوا إلى عملية تنظيم البساطين بدون أي رسوم أو تسليط عقال الحارات لابتزازهم أو كيل الشتائم المناطقية عليهم مثل يا (براغلة) وغيرها من الألفاظ الحقيرة التي تصدر من أشخاص أشد حقارة وناهبين وأن تفي بحقوق عمالها بدل تسليطهم على الرعية. أين مناصرو الحقوق الباعة المتجولون يناشدون أنصار الحقوق الإنسانية في اليمن وكافة المنظمات لحمايتهم من التعسف الموجه ضدهم والمخالف لكل المواثيق والعهود الدولية والمحلية ويطالبون بحماية حقوقهم لأن من حقهم السعي من أجل جمع الرزق وعلى الدولة أن تطارد الفاسدين والناهبين في المجالس المحلية في أمانة العاصمة وتكشف أرقام صفقات المقاولات التي يتخللها الفساد وتلحق الضرر بالوطن والعباد وبسمعة اليمن التي أصبحت في الحضيض.