الشيخ ربيش بن كعلان زعيم قبيلة «الجدعان» الماربية يذرف الدمع و«يبكي» أمام الناس وهو ينادي أبناء قبيلته ويستحلفهم بالمصحف ويناشدهم بدموعه العزيزة بأن يحموا الشعب وأن يكفوا عن الاعتداء على الكهرباء ويأخذوا بيد المخربين، نحن أمام مشهد مثير وجديد يبشر بصورة مستقبل يبنيه الشعب بإرادته وعاطفته الجديدة.. هل يتصور أحدكم أن شيخاً لقبيلة مثل قبيلة الجدعان في مأرب «يبكي»؟!.. هؤلاء عرفناهم يأكلون الباروت و«يقرطوا» الجمر ويمرون أمام أشلاء الأبناء مقطبين، جادم النيب وعاصر الشارب، لا يبكي والدموع لا تعرف إليه سبيلاً، كانت هذه ثقافة الغلبة والفيد ودولة العصابات، ثقافة من تعلى هدش ومن قوى ثوره بتل، ولو على ظهور الناس ورؤوس الشعب. ثقافة دولة إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب .. ستتلاشى الذئاب، وهاهو عصر الرحمة والدموع الحانية يصل إلى أشد القبائل وأشرسها لتعلن أن الناس على دين حكامهم.. الذين استهانوا بدموع باسندوة وسخروا منها لم يكونوا يعلمون أن هذه الدموع من مسؤول عام ورئيس حكومة تدشن عصر جديداً من ثقافة الإحساس بالجسم الواحد وإعلان ميلاد روح الشعب والدموع التي تبشر بالحياة وتودع الموت العام تستقبل الحب وتطرد الكراهية، تكشر للفوضى وتبتسم للنظام والتضحية والإحساس الواحد، إذا اشتكى إنسان في حضرموت اهتزت له صنعاءومأرب وشبوة وكافة المدن، وإذا بكت أمرأة في الحديدة قامت لها اليمن على رجل واحدة ولا تقعد حتى تجفف دموعها، هذا حلم ليس بعيداً، فالقيم الجميلة تنتشر بين الناس مثل ضوء الشمس. ستفعل دموع الشيخ (كعلان) من أجلنا ما لم تفعله المعسكرات المخاتلة وستبكي قبيلة الجدعان حباً لليمن وستبكي اليمن كلها فرحاً بهم وبالمولود الجديد والروح الجديدة التي تبشر بروح الثورة وأثرها، لم تعد الكهرباء لأسرة حاكمة أو فرد يكره القبائل والشعب ويتآمر.. الكهرباء والنفط حق الشعب حق المسكين والرجل والمرأة وستصل إلى مأرب وتعز ولحج وعدن وكل الناس بعدالة، ولن يستأثر بها أحد، هي للجميع وعلى الجميع حمايتها. لدينا ثقة بأن روح الدموع ستأخذ مداها وستحمي القبائل الكهرباء والبترول «حقهم» وسيبني الشعب مستقبله بعيداً عن القسوة، ستتحول دموع الرحمة إلى علامة على الدولة الجديدة المدنية.. القبائل تبكي وبعض دعاة المدنية يسخرون من الدموع لصالح الغطرسة.. القبائل تذرف الدمع على معاناة الناس ومن أجل تبديد الظلام وبعض دعاة الحداثة يصفقون للظلام. الثورة الشعبية والتضحيات ستفجر الماء من القعر والصحراء وسيظهر الجميع على حقيقتهم بدون قناع سينتصر الحب والدموع والعدالة الضاحكة والنظام المبتسم. [email protected]