في صباح جميل مشرق بنوره الرباني ووجوه مشرقة بالأمل والتفاؤل لكل محبي هذا الوطن والشعور بالانفراج القريب للوضع الراهن ،كل ذلك جعلني أحاول أن أكتب بشغف ولهفة عارمة بأن أسطر عبارات وددت أن أخرجها من أعماقي وأدونها في صفحات الزمن التي اتخذتها وسيلة من وسائل إيصال ما أشعر به من حنين لهذا الوطن وحب لأمي اليمن، بالوصول إلى بر الأمان والاستقرار والهدوء النفسي الذي نناشده في هذه الفترة،الحكاية ليست أكثر من رغبة مواطن يمني يريد الشعور بالانتماء إلى بلد يتطور وسط أزمة تفاقمت وانتشرت فيها معوقات العبث بالأسلحة في ظل غياب القانون وضعف الوعي والثقافة وغياب التعامل بذوق وأخلاق ودين وسلوك حضاري مع بعضنا البعض وذلك واضح وضوح الشمس في كبد السماء، الكل استخدم الشارع وأساء إليه برمي المخلفات وافتراش الأحياء وتكديسها في عدة أماكن، وذلك بسبب تغيب عمال النظافة عن أداء مهامهم ،إضافة إلى عدم تقدير المواطنين لهذه الشريحة من المجتمع واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية مهمشين ومنبوذين في وطنهم فرضت عليهم غربة في الوطن، لنكن شعباً متعاوناً ولنقدر هذه المهنة، فلولا هؤلاء الأفراد لأصبحت اليمن مليئة بالأكوام من القذارة،لنحاول تحويل العادات إلى عبادات ونحترم عامل النظافة وأن لا نستهين به ولاننظر له النظرة الدونية، لأنه حقاً يستحق الاحترام والتقدير ولقب مهندس صحة ، همنا واحد.. وجرحنا واحد.. وهدفنا واحد..هو أن نرتدي جميعاً ثوب الوطن ونتجرد من كل نزعة سياسية وطائفية ومهنية لنضع اليمن نصب أعيننا وننظر إلى المعالي لنرتقي بالحفاظ على نظافة يمننا.. لن أنسى ذلك الموقف الذي استحضرته قبل أيام معدودة وجعلني أشعر بالغيرة والحزن الشديد والحسرة على وطني عندما رأيت إحدى السائحات وهي ترمي مخلفات أكلها في الشارع ،داهمني الفضول بأن أسألها هل تفعل ذلك في وطنها فأجابتني: لااااااااا، بس بلادكم مش نظيفة وانا مثلي مثلكم آكل وأرمي!!!! كم تمنيت في تلك اللحظة أن توجد قواعد زاجرة ورادعة ومجبرة لكل فرد من الأفراد في حالة وجود مخالفة إلى أن يطبق عليهم الجزاء، سواء من أبناء الوطن أو السائحين، لماذا لا نكون قدوة لأنفسنا وللآخرين؟؟ لماذا لا نسعى بأن يقلدنا الآخرون لا لنقلدهم؟؟ لماذا لا نربي أنفسنا ونغير أنفسنا من الداخل؟؟ لنحاول أن نرتقي باليمن إلى الأمام ونصعد الجبال للوصول إلى القمة ولنكتب جميعاً في كبد السماء: ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر لنستمع لنداء عامل النظافة عندما يقول لنا ضع نفسك مكاني.. قول أحمد الدرعي ولن ننسى «كن رجلاً رجله في الثرى وهمه في الثريّا ، وما افترقت الناس إلا في الهمم ، من علت همته علت رتبته ، ولا يكون أحد إلا فيما رضيت له همته». [email protected]