لست ادري.. أهمى غيث اليمن من سماء صنعاء أم عدن؟!.. من جوف العتمات يبزغ فجر اليمن الزاهي.. ومن سمائها الحبلى تُورق الارض حباً وخيراً ونما.. ومن وراء آفاقها الذهبية.. وذراها الندية يلوح بريق الحكمة اليمانية ينشر البشائر شذى.. وعبق السرائر بين ابناء اليمن في زهوٍ وإباء وسنا.. يا صباحات المنى الجميل.. ويا نسمات الضحى العليل.. قد ولّى عهد السجن والسجّان.. وانبلج فجر الأمن والأمان.. يملأ ارجاء الوطن نداوةً.. وطراوةً.. من اجل اليمن كسرنا الغٌل والقيد.. رفضنا الغبن والضيم.. لنصنع فجراً يمانياً زاهياً.. وتاريخاً سبئياً زاهراً.. يا بلابل الدوح اليمانية غردّي.. وازجلي.. هاقد دنا وتدانى يوم العُرس الاكبر.. نزرع الدُّجى بدراً.. والدماء ألقاً.. والجراح دفئاً وندى.. والقلوب حباً وعشقاً وجوى من اجل اليمن كل اليمن.. لم يعد بعد اليوم في ارضنا صنم يُعبد.. أو كاهن يتعبد.. أو ارهابي يتشدد.. رغم الداء والاعداء ستبقى اليمن فيضاً روحانياً يسري في دمانا.. يهدهد جوانحنا.. يتسامى حباً وسلاماً، وحكمةً يمانيةً زاهرة مدى الزمن.. فالحب صنعاني.. والعشق عدن.. ونفس الرحمن من اليمن.. إلام الخوف إذن؟!.. إنَّ ارض اليمن حُبلى بالمآثر والبشائر لأنها أرض الحضارات والأمجاد.. اليمانيون صنّاع تاريخٍ ومجد.. وطلاَّع معالٍ وهمم.. اليوم جئناك يا يمن من جوف الازمات والمحن.. من فلوات العدم.. باحثين عن يمنٍ جديد.. عن حضارة متجذرة عبر القرون، رافضين الضيم والسيم والخنوع.. لا خوف اليوم على اليمن.. طالما هناك شباب عزائمهم كالجبال الراسيات.. وهاماتهم وطموحاتهم تعانق عنان السماء في حب وعشق وإباء وشمم.. أنتم اليمانيون حقاً.. انتم الشباب حقاً.. تصنعون يمناً جديداً.. حاضراً ومستقبلاً يشع نوراً وألقاً وابداعاً ومعرفةً وعلماً.. تغرسون في قلوب الحرائر الامل والتفاؤل.. وفي جوانح ووجدان الثكالى واليتامى نور اليقين والايمان والاطمئنان.. ما أروع وأجمل ان نحيا كلون المطر.. ان نتصافى كلون الفجر الزاهي.. أن نتصافح ونتعانق كقطرات الندى وقت السٌحر.. ما أروعنا عندما تطير قلوبنا شوقاً وحباً وهياماً الى اليمن، وننسى خلافاتنا ونسمو بها من أجل اليمن.. نذود عن ارضها وطهرها وعفافها مدى الزمن.. جئناك يا يمن من رحم الجراحات والألم حاملين أنشودة حب وسلام.. وباقة ورد ونغم.. كلنا فداءً لك يا يمن.. في ذُراك رضعنا أحلى الندى.. وعلى رُباك افترشنا الدفء والحنان.. وعند سنابل القمح كم عبثنا ولهونا.. وفي لياليك المقمرة كم تسامرنا وتناجينا.. وعلى شدو الطيور كم تراقصنا وشجونا.. علام الخلاف إذن؟!.. أكان من العدل «يا يمن» ان نتقاتل سوياً وتُراق دماؤنا على أرض عشقناها معاً؟!.. واخجلتاه.. يا احفاد يزن!!.. أكان حقاً ان ننسى أو نتناسى أمجاد ومآثر حكماء اليمن؟!.. يا شاعر القوافي والاحزان.. أيها الملك الظليل.. أي سلوى تنساب في قلب جريح؟!.. أليس جذورنا وأُرومتنا من هذه الارض الأبية؟!.. فلنكن عقلاء وحكماء يا اهل اليمن.. فاليمن في حدقات عيوننا.. في سويداء قلوبنا أياً كان نوع الخلافات والصراعات .. من أجل اليمن يهون كل غال ونفيس.. فلنتحاور سوياً من أجل انقاذ اليمن.. كل اليمن!!.. فاليمن كبير بنا.. ونحن به نزهو و نكبر.. فلنتصافح بقلوبنا.. ونعفو عما سلف.. فاليمن أغلى وأسمى وأكبر من خلافاتنا.. وأزماتنا.. فلنبنِ معاً اليمن!!.. وكان الله في عون اليمن..