احتفاء بالذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس العراقي المجاهد صدام حسين وفي الحفل الذي اقيم بالمناسبة القى الشاعر والاديب والمفكر العربي اليمني الاستاذ عبدالجبار سعد هذه القصيدة الشعرية التي نالت اعجاب واستحسان الحاضرين : الحمدلله وكفى وسلا م على عباده الذين اصطفى لأن كل قواميس اللغة ومفردات الشعر والنثر لا تنهض بحق هذه القامة السامقة الخالدة فقد آثرت أن سهيل اليماني أطرز هذه القلادة من النثر والشعر في جيد هذه المناسبة الجليلة من قبيل مالا يدرك كله لا يترك كله كماتقول العرب . أيها القمر البابلي .. حين غادرت مأدبة الموت .. كان القوم سكرى يعاقرون الخمرة .. ويدقّون الطبول وكانت القينات تعزف بالمزاهر وكان كل شيء يعيد تصوير مأساة سيّدنا يحيى عليه السلام.. كنت وحدك تتهيّأ لأداء صلاة الفجر .. وكانت المآذن والحجيج يكبّرون تكبيرة عيد النحر .. سرت نسمات الفجر فسريت معها .. ودخلت قلوب المؤمنين .. فما أسرع ما ارتحلت من بين أكف القوادين وزناة العصر وما أسرع ما أقبلت علينا .. كنّا نبكي ولم نكن نعلم لمَ البكاء وقد سكنْت فينا وأقمْت بيننا وتبوّأت مكانك في قلب كلّ مؤمن ومؤمنة..؟؟ ترى هل كانت العيون تبكي حزن غيابك عنها أم كانت الأرواح تبكي فرح قدومك عليها..؟؟ أيّها القمر البابلي .. المتوهّج في كلّ قلبٍ خاشع.. يا تكبيرة العيد تناقلتها المآذن عبر فجاج الأرض .. تحملها إلى سماوات الله ملائكة تتحلّق صفوفا وتنتظم معارج قدسيّة حتى تتّصل بعلياء الله وملكوته.. أيّها القمر البابلي.. يا إشراقة صبح العيد أطلّت لتملأ الدنيا وضاءة وبهاءً.. أيّها القمر البابلي.. يا ندى الفجر يتجّمع قطرات طاهرة تبلّل شفاه الظامئين لحياة العزّة والكرامة الآدميّة.. أيّها القمر البابلي يا شموخ نخيل العراق .. وعطر زهر البرتقال .. وبياض زهر اللّوز ويا وهج النّور على صفحات القلوب المفعمة بعشق الحقّ الخالد.. أَنْوَارُ وَجْهِكَ أشرَقَتْ بفُؤادِي فَمَحَتْ ضَلالِي وَ استَفاقَ رَشَادِي وَسَمِعْتُ صَوتَكَ هَادِراً وَمُغَرِّداً بَينَ الزَّئيرِ وَ رَنَّةِ الإِنْشادِ فَمَلأتَ بالفَرَحِ القَدِيمِ جَوَانِحِي وَ سَكَبْتَ فِيها رَوعَةَ الأَمْجَادِ مَن أَنْتَ ؟ - قَالَ الشَّامِتُونَ - وَمجدُنا أَوْهَتْ قُواهُ شَمَاتَةَ الحُسّادِ من أنتَ حَتَّى تَنْحَني هَامَاتُهُمْ ذُلاً لَدَيكَ وَ أَنْتَ فِي الأصْفادِ ؟ مَا زِلتَ تُومِئُ نَحْوَهُمْ فَتَصِيدُهُمْ وَ تَسُوقُهُمْ أَسْرَى بغَيرِ قِيادِ مَا زِلتَ مِن بَينِ الأنامِ محجتي يَا عِزَّ أَيَّامِي وَ فَخْرَ جِهادي أيّها القمر البابلي.. كنت هدية الحقّ لعشّاقه .. وكنت ثبات القيم وشموخ الإيمان وعزّة الاعتماد والثقة بالله وحده جبّار السموات والأرض.. تهيّبك الجبابرة حتّى حين كنت تسير حافي القدمين.. وارتعدت فرائصهم منك وأنت مقيّد الساقين وموثق اليدين.. وسطرت على وجوههم بنظرات الاحتقار أسفار الذلّة والهوان إلى أبد الآبدين.. فحيثما اتجهوا وجدوا الخزي رصدا لهم وعيون الخلق تصفعهم وتصبّ عليهم لعناتها كلّ حين .. هل أنكروا فيك شيئاً من مواهبه أم يحسدونك في فضلٍ من القِدَمِ لم يَجمع الكفر في الدنيا قُواهُ على سواك في سائر الأزمان والأمم يهودهم والنصارى والمجوس ومن لم يدخلوا غير طوع السيف في السَّلمِ ولا تولاَّك إلا المؤمنون ومن خلوا من الزور والبهتان والتُهمِ قِسْطُ الموازين فيهم لا تُقيم على جورٍ وظلمٍ ولا تُصغي إلى إثَمِ *** أريتني يا زماني كُلَّ إمَّعةٍ كالكلب يلهثُ يستغويه كلُّ عَمِ من كل من باع مختاراً كرامته إما زنيمٌ وإما فاقدُ الرَّحِمِ فاعجبْ لبيضِ اللحى والكُفرُ يخصِفُها نعلاً تقيه من الرمضاءِ والضرمِ وللعمائمِ شهباءٌ وفاحمةُُ أحلَّها فاستباحت حُرمَةَ الذِّممِ أيّها القمر البابلي.. قالوا لست ذلك الذي التفّ حبل المشنقة على عنقه صبيحة يوم العيد.. وقالوا لست الذي كان يبسم للموت في لحظة امتقعت فيه وجوه الجلادين المحيطين به .. وقالوا لست الذي انغرست قامته في الأرض وارتفعت هامته تطاول الثريّا .. في لحظة استعلاء على كلّ صغار وذلّة في هذا الوجود.. قالوا .. وقالوا.. وكان نورك الذي يشرق من ذلك الجبين يكذّب كلّ قول صادق.. ويصدّق كلّ قول غير ذلك.. أجل كنت أنت القادم على الموت بجماله وكماله وبهائه وجذله.. مثلما كنت أنت القاهر للموت بعزّة ربّ الأرباب الذي جعلك عنوان سقوطهم الأزلي.. وسيسألون كيف ذلك..؟؟ ونجيبهم .. إن ماهو آت آت..!! نسي الدّجالون وهم يختارون أضحيتهم في يوم عيد النحر أنّ الله خلد فداء أحبابه في مثل هذا اليوم .. وتعاموا عن أنّ الله الذي فدى جدّك بذبح عظيم هو من سطر على جبينك بحروف يقرؤها الجاحدون فيرتعبون.. "قاصم الجبّارين بإذن الله " ومادام جبّارو هذه الأرض يتطاولون على العباد تكبّرا فأنت معنيّ بهم وموكل بمحوهم .. واحدا تلو الآخر .. حتّى لا يبقى على وجه البسيطة من ينازع الله سلطانه على أرضه .. آمنتُ أنَّ اللهَ قامِع كُفْرِهِم بكَ لا سِوَاكَ وَ رَبُّكَ العَلاّمُ ومُحرِّر الأَقصى بجيشِ محمدٍ جيش العِرَاقِ يَقُودُهُ صَدّامُ مَنْ زَلْزَلَ الدُّنيا بآياتِ الوَغَى مِنْ هَوْلِهَا كَمْ زُلْزِلَتْ أقدَامُ أَهْفُو إِلى أرْضٍ سَقَيتَ تُرَابَهَا بدَمِ الغُزَاةِ .. وَمَا عَلَيْكَ مَلامُ كَيْما أُقَبِّلَ تُرْبَةً شَرفَتْ بِكُمْ وَعَلَيْكَ يَا سِبْطَ النَّبيِّ سَلامُ *** أيها الغريب ياسبط سبط الذبيحين ويا أبالذبيحين لله أنت أيها الغريب في زمن الغرباء.. ياأبا الشهداء وياابن الشهداء عزاؤك بعد الله بنا نحن جمع المؤمنين الذين لم نسجد لعجل أمريكا .. وعزاؤنا بك بعد الله .. ولن تخمد جذوة أنت موقدها ولن ترتكس عصبة حق مؤمنة أنت ملهمها ومعدهاوقائدها .. فاشمخ أيها العظيم .. إشمخ.. فقد زلزلت كل عروشهم واطفئ بنورك شعلة الأحقادِ إشمخ .. فرأس الكفر حان قطافه بعزائم نبويةٍ و أيادي إشمخ .. فأرض الرافدين ملأتها بصواعق بشرية و عتاد إشمخ .. فجند الله بعدك لم تهن وسرت بروحك سائر الأجساد إشمخ .. فمثلك لا يذل ولا يرى إلا بعز و صولة الآساد إشمخ .. فقد روعت كل جيوشهم فكلابهم تعوي بكل بلاد سيحطم الأغلال بأسك مؤذناَ بشروق شمس حقيقية و معادِ فاقض القضاء فأنت أعدل حاكم وعلى قضائك نصطفى ونعادي وأغفر لمن عثرت بهم زلاتهم فهمُو قريش وأنت سبط الهادي أيّها القمر البابلي .. متى تطلع من جوف الحقيقة..؟؟ متى تسفر عن وجه العدالة الأزليّ النقيّ الطاهر..؟؟ متى يفرح بك المستضعفون و يفرح معهم بك الوجود كلّه .. في لحظة مسرّة لا تزول..؟؟ متى ينبلج نورك من عين رضوان الحقّ جلّ وعلا .. في أجمل أعراس الوجود؟؟ ما زال وجهك في هذا الدُّجى قمراً يُزيلُ ما ران من حُجْب ومن ظُلَمِ وصوتك العذب يُنسينا مواجعنا إذا ترقرق مثل الكوثر الشَّبِمِ ألفاظه بمعاني الحقِّ مُترعةُُ وقد تلألأ نور الله في الكَلِمِ وأُلبِسَت كِسوةَ القلبِ الذي خرجت منه فما أقبلت إلا على عَلَمِ ما طاب للمؤمنين العيش من زمنٍ إلا بكم يا أمير السيف والقلمِ *** حيث انتهى بك أمر الله أنت لنا كنزُ البطولاتِ طودٌ شامخُ القِمَمِ في القصر في الأسر أو في الغار محتسباً في القيد أو مطلق الكفين والقَدمِ مع الشهادة إذ جاءت على قدرٍ يا سيدًا لملوك العُربِ والعجمِ وهذهِ يا إمام الحقِّ بيعتُنا نحنُ اليمانون نعطيها بملئِ فمِ أنت الذي ما انحنى إلا لخالقه ولا تلجلج في " لاءٍ" ولا "نعمِ" أحييت ب( الله) أمجاداً لمن سبقوا ويُنشِئُ (الله) أمجادًا من العَدمِ على ثباتك يا صدَّام عاودَني فخرُ انتِسابِي وأحيا صرخةً بفمي يا أُمَّة العُربِ والإسلام لا تلدي إلا ك ( صدَّام ) أو فابقي على عُقِمِ