الأستاذ الخلوق والمبدع وزير الثقافة السابق / خالد الرويشان ..فاصلة زمنية جديرة بقراءتها واستنطاق كل لحظات الجمال الروحي والإبداعي فيها ...الأستاذ / الرويشان في كل أيامه الماضية والحاضرة لم يكن مثقفاً واعياً وحسب إنما كان وهجاً وبوحاً لامس كل مبدعي هذا الوطن.. وحين أقول ذلك أعي ويعي معي كل مثقفي هذا البلد في مدنه وقراه وأمكنته القصيّه أنّ الأستاذ / خالد الرويشان أعاد للثقافة روحها ومجدها ..أعادنا لأزمنة زاهية وأصيلة .. لولاه لما كنا ندري متى ستُفصحُ تلك العطاءات عن جمالها .. وكم سننتظر من السنين حتى تحدثنا الجذوع عن ثمارها .. وزهو تجليها . حين حقق أحلام الشباب كان أباً ومعلماً...وحين رعى ولامس أوجاع الثقافة والمثقفين من أسهموا في حركة الإبداع كان عظيماً وعزيزاً وغالياً على قلوب المبدعين .. وحين جاءت ثورة الشباب كان وما يزال لحنها الرائد .. وهاجس إنسانيتها وصنو رائحة دمها الأغلى وفرادة رؤيتها الحصيفة وتجاوزها عن أحقاد الماثلين للدمار في أبشع موروثات الجهل والتخلف والكيل بمكيالين .. وحين تقاذفته بعض الأقلام الموبوءة .. وحاولت أن تتخطّفه مواقف اللئام والعاجزين عن استنشاق نسائم الأمل والتغيير .. كان وما يزال حليماً لعلمه بصلافة حماقاتهم وترفعه عن ترهاتهم.. وقد شاهدتُ وعرفتُ كما رأى وخَبِرَ الكثير أنه كان ومايزال الأسبق لمد يد الصفح والوفاق .. لإيمانه المطلق أن الشجرة المثمرة فقط هدف السهام على اختلاف أحجامها .. وأن الوطن أغلى بأشيائه الثمينة. الأستاذ / خالد الرويشان أبدع كما لم يبدع أحد قبله ...وصنع للثقافة اليمنية مالم تصنعه كل المؤسسات المعنية على امتداد خارطة يمن الوحدة والثورة .. ونعلم جيداً أنه لن يتكرر ولن يمنحنا الزمن كمثله .. لكن حسْبُنا كل ما سطره على صفحات الإبداع والفن والثقافة والثورة .. وسنظل أوفياء لكل أحلامه التي هي أحلامنا والتي أنجزها ويصافحها كل يوم .. ومازال يحثّ الخُطى صوب الأجمل والأروع في إبراز الموروث الثقافي والإنساني لليمن الحالم بمستقبلٍ أكثر بهاءً ووعداً مشرقاً لا تشوبه مكائد القاطنين في شرفات الظلم والجبروت . وما يحز في النفس أن يستمرئ الحاقدون على الإبداع والزخم الثقافي الذي أحدثه الرويشان أن يتقيأوا كتاباتهم المهترئة والتشكيك في كل النجاحات التي لامسها القاصي والداني في عموم محافظات الجمهورية وكل المبدعين على مختلف شرائحهم وفنونهم .. لكننا لن نكون بخير طالما لا ننصف من حولنا وفق شهادتنا على واقعٍ عشناه ومازلنا نعيشه مع كل شرفاء هذا الوطن الذي ينبغي أن نبرز مآثرهم ونُفصحُ عما تطويه سيرتهم من مواقف شاهقة هي صلوات الأوطان المُتخمة بالوجع .. والحالمة بالمستقبل المنشود .