لم أتوقع يوماً ما ولم أفكر قط أنناسوف نرى بعض المسئولين يعتبرون أن المكاتب والمرافق الحكومية تحولت إلى ملكية خاصة لهم ويديرونها كيفما يشاءون وحسب المزاج دون الرجوع إلى اللوائح والأنظمة لأنهم لا يتمتعون بعقلية إدارية ناجحة ولا يحملون فكراً ثاقباً لرسم خطط عمل ووضع دراسات إستراتيجية مستقبلية يوجد لديهم إفلاس حاد في كيفية تسيير الشئون الإدارية والمالية لأن غالبيتهم يتمتعون بعقليات متحجرة بشكل جماجم بلاستيكية تحقق كل يوم خروقات وتجاوزات غير قانونية متسلحين بسلاح ذي حدين وهو سلاح رابطة الدم والنسب والمحسوبية والمناطقية ، بينما نجد الكثير من الشرفاء والمخلصين أصحاب الضمير الحي ناصع البياض المؤهلين غير الموالين وغير تابعين نجدهم مهمشين يصرف لهم كروت بعنوان “خليك في البيت “ والبعض الآخر يعانون معاناة شديدة من الأزمات النفسية ومنهم من يقبعون في منازلهم إن وجدت لهم منازل لما أصابهم من ظلم وقهر وتآمر ومصادرة وطنيتهم ، وما يزيد الحزن العميق عندما نجد كماً هائلاً من المفكرين الرواد المبدعين يعانون من الفراغ ويرافقهم الظلام الدامس من كل جوانب الإلغاء والإقصاء والتغيب دون النظر إليهم وقتل إبداعهم عمداً وعدواناً من قبل أعداء النجاح المبدعين في الإلغاء والتغييب لعباقرة في تصوير كل شيء جميلاً مستخدمين أساليب الخداع الأذكياء في التزوير وهم فقط المستفيدون من الوضع المتدهور بدرجة امتياز غير مبالين بالآخرين ولكن الزمن كفيل بكشف أوراقهم الزائفة السوداء المظلمة في الوقت القريب وهؤلاء رموز الفساد لا يشعرون انه يوجد في البلد أزمة اقتصادية خانقة ولا توجد بطالة تتطور كل يوم لأنهم ً لا يوجد لديهم أدنى تفكير لما يعاني ملايين الغلابى والفقراء وأصحاب الدخل المحدود من الغلاء الفاحش وأصبح الكثير من الناس يشترون البر والدقيق بالكيلو والزيت من اصغر عبوة ويحققون انتصاراً عظيماً لشراء اسطوانة الغاز التي كلما ارتفع سعرها انخفض وزنها ولا يستطيعون توفير ابسط الحقوق لأطفالهم المحرومين بينما الفاسدون يوفرون لأطفالهم كل شيء في أسرع وقت سواءً من تعليم في المدارس الأهلية الراقية ووسائل ترفيهية وتعليمية ورحلات سياحية ووسائل نقل حديثة تقلهم من مكان إلى آخر وكل هذا من المال الحرام ولكن أطفالهم أبرياء لا يعرفون مصادر التمويل الذي يحصلون عليه دون عناء أو تعب فالأطفال بطبيعة الحال زينة حياة الدنيا وطيور الرحمن ،، وأخيراً وليس آخر نتمنى أن يرحم الفاسدون أنفسهم ويرحموا أطفالهم ويرحموا الوطن الذي يئن ويتألم منهم ما لم فان المجهول لا يبشر بخير والشعب الحر الأبي الثائر لا يرحم الفاسدين ولا يرحم من يريد زعزعة أمن واستقرار الوطن والله من وراء القصد .