لم أشعر بذكر نعمة (كهرباء) قريتي إلا وأنا أتناول (عشائي) مع (جدتي) قي قلب (عاصمة اليمن) على ضوء (الشموع).. ليس لنحتفل بمناسبة (رومانسية)..ولكن لتسمع أذني موالها من وابل الدعاء على من يقطعون الكهرباء وعلى (جدعان اليمن) مع اعتذاري لإخوتنا المصريين هناك أن جدعاننا فاقوا (قدعانهم) في (القدعنة) وحسب تعبير (جارنتا لطيفة) في (الشيطنة)..!! بل (إخوان إبليس) وهذا مصطلح جديد (لجارتنا لطيفة).. التي لا يرهقها البحث عن المصطلحات فهي بحد ذاتها (قاموس مستقل بذاته)..!! ومنذ تقاسم أعضاء (حكومة الوفاق) حقائب الدولة استبشر (البعض) (بالإخوان) أن جاءت (وزارة الكهرباء) من نصيبهم، مبرر من استبشروا أن (الإخوان) كثيرو الكلام عن مصالح الوطن وما أدراك ما مصالح الوطن لدى (الإخوان) شماعتهم التي يعلقون عليها مصالحهم الشخصية هذا ما أثبتته الأيام..؟ وسرعان ما خاب الظن بهم وخذلوا الجميع.. الانطفاءات المتكررة أعادتنا إلى العصر الحجري..كنت قد نسيت شكل (النوّارة) التي تضاء بالكيروسين وفوجئت أن (جدتي) التي تعيش وسط العاصمة منذ خمسين عاماً مازالت تستخدمها.. ليس العيب في استخدامها ولكنها انقرضت في القرية وأصبحت من الماضي.. وبكل أسف ظهرت في العاصمة، التي من المفترض أنها قمة في التقدم والرقي، كونها عاصمة اليمن، والعواصم التي تكون أرقى الأماكن دائما.. بل إن (شقيقي) أثار حزني وامتعاضي من (الجداعنة) عندما قال لي: إن دولة ك(ماليزيا) لا تعرف الانطفاءات أبداً.. باستثناء خمس دقائق كل عام تفاعلاً مع (يوم الأرض) العالمي تعبيراً عن حزنهم لتلويث البيئة وحسبها بالتمام والكمال (5 دقائق) فقط...!! ونحن نعاني من الظلام ساعات وأياماً، بل أسابيع وشهور.. ولا تزورنا الكهرباء إلا كل (يوم مرة) في أحسن الأحوال..!! وإذا جاءتنا كالعزيز الذي أصبح صعب المنال فنردد مع أيوب (ياأنّتي)!! وأصبحت أتمنى أن تبيع الدولة أبراج الكهرباء..وتستبدل بثمنها أبراجاً في (كوكب المريخ) حتى لا يصل إليها (الجدعان) وأمثالهم أعداء الضوء.. وهذا ليس مستحيلاً، فالمريخ ملك لأبناء اليمن فقط..!! فلماذا لا نستثمره لأبراجنا الكهربائية.. حتى لا تصل إليه (الخبطات) العشوائية.. التي تفرض عقاباً جماعياً لكل المواطنين المغلوبين على أمرهم باستثناء أصحاب (الكروش المنتفخة) و(الكراسي الدوارة) الذين هم بيوتهم مضاءة على الدوام.. وبمولدات فاخرة.. وليس وارد (الصين) التي يقتنيها فقراء الشعب والتي راح ضحيتها حتى الآن الكثير من الأسر..!! فإلى متى هذا العقاب الجماعي..؟! عشرات من الحالات الخطيرة تموت يومياً على الأسّرة البيضاء.. ليس آخرها طفلة قضت وبطنها مفتوحة لمشارط ملائكة الرحمة.. فاستعجلتها ملائكة (العذااااااااب)!! مئات من الطلاب والطالبات يستقبلون الامتحانات على ضوء الشموع..!! و(أرحبي ياجنازة فوق الأموات)!! وهنا.. يؤسفني أن أقول بأن (الإخوان) فشلوا فشلاً ذريعاً في (إدارة وزارة الكهرباء)..!! فكيف يحلمون بإدارة بلدٍ بأكمله..؟! [email protected]