- نحن نعلم الفرق بين الأمس واليوم ..أي بين اليوم، وبين الحياة الاجتماعية قبل خمسين سنة ..لقد كان المجتمع اليمني يعيش حياة غاية في التخلف ..فالجهل والأمية كانت تشمل المجتمع بنسبة عالية جداً،والقبلية، وأعرافها، وتقاليدها،وعاداتها هي السائدة،وهي عادات، وتقاليد، وأعراف في غاية التخلف وتحول بين القبيلي وبين الشريعة، والقانون والنظام ..رغم أن جور الأعراف والتقاليد، والعادات أكثر من جور الشريعة والقانون ..ومع ذلك كانت كلمة القاضي،أو العاقل آنذاك تسري كحد السيف وحكم القاضي أو العامل مقبول ومطاع ..أو على الأقل إذا كان القبيلي رافضاً لحكم القاضي أو العامل أو كما كان يسمى الحاكم إلا أن القبيلي يستحيل أن يعتدي على القاضي أو الحاكم لكونه حكم ضده ..فالحاكم على فكرة كان لكل عزلة أو قضاء حاكماً” كان ينظر إليه من قبل القبيلي بمهابة وجلال وإكبار واحترام رغم تمرده وعصيانه على الحكم..هذا في فترة كان المجتمع اليمني أشد جهلاً ومعرفة بالمدنية،وأشد نكرانا للشريعة والقانون ومع ذلك كان للحاكم مهابة وجلال واحترام تمنع الاعتداء عليه وبالقتل أو الخطف أو خطف أحد أبنائه أو أقربائه،أو حتى تهديده للضغط عليه في تغير الحكم. - أما اليوم وبعد خمسين سنة من التحولات الفكرية والثقافية والحضارية بفضل انتشار التعليم،والإعلام، ومصادر الثقافة المختلفة ومع تأثيرها على تفكير الناس وعلى تغيير نظرتهم إلى الحياة ودخولهم إلى عمق المدنية في الكثير من العادات والتقاليد الجديدة ومع أن الجميع يتحدثون عن المدنية والنظام والقانون وعدم التعصب إلا أن ذلك يظل نظريا وفي حدود المصالح التي تدفع هذا أو ذاك إلى الاعتداء على الحاكم “القاضي” ذاته أو على احد أبنائه أو تهديده للضغط عليه للتخلي عن القضية أو المماطلة في الحكم فيها أو الحكم فيها لصالح الأقوى، وإن حكم للأضعف فإن الحكم لا ينفذ لأن المحكوم ضده على استعداد للاعتداء على الحاكم وعلى القوى الضبطية لو حاولت القيام بتنفيذ الحكم بينما كان الحاكم زمان يحكم الحاكم ويخرج لتنفيذ حكمه بعسكره المحدودين في العدد والإمكانيات أما اليوم فكم حاكماً اعتدي عليه وهدد ونهبت سيارته أو خطف ابنه من قبل محكوم ضدهم. إننا اليوم نلاحظ ضعف الشريعة والقانون أمام الخارجين عليهما والسبب أن الخارجين على الشريعة والقانون دائماً من العيار الثقيل كما يقال ومن المتنفذين وظيفياً ومالياً،واجتماعياً ..,ليس سواهم فهل تتغير الأحوال وتعود السيادة للشريعة والقانون والنظام والقوة للحاكم؟!! هذا هو أملنا.