يتابع المراقبون ما حدث ويحدث في مصر, كما لو أن ما يحدث في مصر يهم كل عربي. وبعض السياسيين يزعمون أن الإخوان المسلمين يريدون الشعب المصري أن يصبح كله إخوان مسلمون, فلهذا قاموا ويقومون ب “تفصيل” قانون على مقاسهم؛ فعلوا ذلك عندما أصدروا(قانون العزل السياسي) لإبعاد ما سمونه بالفلول، ثم فعلوا ذلك عندما فصلوا(اللجنة الدستورية). وبعض السياسيين يذهبون إلى أن مجلس الشعب ساقط وملغي بحكم المحكمة الدستورية، وهذا سيدفع مجلس الشعب والشعب كله إلى أزمة وربما مواجهة, علماً أن العالم يعترف أن مصر لأول مرة شهدت انتخابات حرة ونزيهة بكل المقاييس, مما جعل بعض البلدان العربية ترسل خبراءها للإفادة من التجربة المصرية. كمواطن عربي, أستغرب حل البرلمان؛ ففي مصر قضاء متميز, وهذا القضاء هو الذي أشرف على الانتخابات, فلماذا لم يعترض على إجرائها من البداية؟. إن الشعوب هي التي تختار بإرادتها من يمثلها, وليكن مجلس الشعب المصري إخوان مسلمين, أو إخوان كافرين, فهذه إرادة شعب مصر, ليعطي هؤلاء الناس فرصة كغيرهم, وإذا ما فشلوا سوف يختار الشعب المصري غيرهم، وسوف يفصلون قوانين كما فصلوا. إن المجلس العسكري حريص - كما يقول - على أن يظل على الحياد، والموقف من جميع الأطراف على (مسافة واحدة). غير أن الذي نفهمه أن كثيراً من الناس يخافون من هذا الرعب الذي صنعته بعض الدوائر الاستعمارية وهو (فوبيا الإسلام)!!. مع أن الإنصاف يقتضي أن الإسلام هو السلام والرحمة والمحبة.. في مصر حركات يسارية, ومصريون أقباط, ولادينيون ومتعصبون لاتجاهات فكرية بتطرف ومنها فكر إسلامي، وكان الخوف من الإسلام هو القاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً, حتى بين الوسطيين الإسلاميين أنفسهم. والحق أن زهو انتصار نواب مجلس الشعب المصري قد حدا ببعضهم أن يشطحوا شطحات غير مناسبة, مما أثار الجانب الآخر أو الأطراف الأخرى، وكان قانون (العزل السياسي) نذيراً بين يدي ما يستقبل المصريين وينتظرهم على السواء. إن الثقة قائمة بالعقلاء من أبناء مصر, ليوجهوا سفينتها رخاءً حيث الوجهة الصحيحة، فمصر هي قلب الأمة العربية والإسلامية ودورتها الدموية.