لم تكن عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المصرية بمرحلتها الثانية قد أغلقت في كثير من المراكز الانتخابية، والتي استمرت لساعات متأخرة من ليلة الأحد الماضي؛ نتيجة الإقبال الكبير عليها، وإذا بالإخوان المسلمين يعقدون مؤتمراً صحفياً يعلنون فيه فوز المرشح الرئاسي محمد مرسي؟!. أعلنوا فوز مرشحهم وعملية الفرز لم تبدأ بعد «!».. فماذا يعني ذلك؟!.. بالتأكيد هذا يعني أن الرئيس المصري الجديد هو محمد مرسي شاء الشعب المصري أم لم يشأ؛ لأن الإخوان المسلمين لا يعترفون بالهزيمة، وإن جاءت المقادير عكس ما يريدون يقيمون الدنيا ولا يقعدونها!.. هي ديمقراطية الإخوان المسلمين التي تتجلى بوضوح في كل مكان، ولا تعني لهم الخسارة غير الفوز..«واللي مش عاجبه» فهناك وسائل وممارسات كثيرة يمكن اتباعها لفرض ما يريدون.. لماذا أعلن الإخوان المسلمون فوز مرشحهم قبل أن تبدأ عملية الفرز في كثير من المراكز الانتخابية..؟ وهل إعلان فوزهم أو تقدم مرشحهم في بعض المحافظات المصرية دون الأخرى يعني فوزهم في الانتخابات؟!.. لا أدري ما المنطق الذي يتبعه الإخوان المسلمون دون غيرهم من القوى السياسية، وعلى الرغم من أن فلسفتهم معروفة وواضحة إلا أن ذلك لا يعطي لهم الحق الإعلان عن فوز مرشحهم في محاولة للقفز على الجهة الإدارية والمنظمة للعملية الانتخابية والتي هي وحدها من تعلن عن النتيجة النهائية، ونتيجتها المعتمدة دون غيرها.. استباق الأحداث والوقائع كنهج تتبعه جماعة الإخوان المسلمين لا يعني غير رفض ما تأتي به الأقدار بعدما أعلنوا عنه، ورفض الإرادة الشعبية التي احتكم الجميع إليها.. وعدم الاعتراف بأي شيء لم يخرج من عباءتهم الفضفاضة والمحددة مقاساتها مسبقاً!.. للديمقراطية فلسفتها الخاصة في نظر الإخوان المسلمين، وهذه الفلسفة لا يجيد قراءتها وشرح تفاصيلها سوى الإخوان أنفسهم؛ لأنها لا تتفق أو لا تستقيم مع الديمقراطية المعروفة لعامة الناس والمرفوضة من قبل الإخوان.. إن دخل أو شارك الإخوان المسلمون في أية انتخابات ديمقراطية هنا أو هناك فالنتيجة محسومة مسبقاً، وقبل أن تبدأ عملية الاقتراع، ويتم التهيئة لذلك عبر المؤتمرات والتصريحات الصحفية التي تؤكد أن الإخوان هم الفائزون، ما لم فالانتخابات مزوّرة ومتلاعب بها وغير مقبول بنتائجها بالمطلق.. أياً كان الفائز في الانتخابات المصرية أحمد شفيق أو محمد مرسي فإن المشهد الحياتي في مصر لن يستقر أبداً؛ والسبب الإخوان المسلمون، الذين إن وصلوا إلى الحكم فممارساتهم وأعمالهم القمعية ضد الشعب ومصادرتهم للحريات العامة أو تفصيلها حسب مقاساتهم ستكون سبباً ودافعاً لإثارة القلاقل وإشعال الحرائق، وبالتالي التأثير على الأمن والاستقرار المصري، وإن لم يصلوا للحكم فلن يقبلوا بالنتائج التي أفرزها الصندوق، وهنا لهم طرقهم وممارساتهم الخاصة التي سيلجأون إليها، والتي ستؤثر على الحياة في مصر عامة، وليس من المستبعد عليهم أن يحولوا مصر الكنانة إلى سوريا أخرى.. الزمن زمن الإخوان، ولا يمكن التعدي على هذا الزمن أو محاولة التلاعب بأحرفه.. والنتيجة العامة أن مصر لم ولن تهدأ على المستوى القريب، لاسيما بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية حكمها القاضي بحل مجلس الشعب المصري.. وهو الحكم الذي يعني الكثير بالنسبة للإخوان المسلمين على وجه التحديد!.. [email protected]