الموت ذلك اللغز الذي حيّر الإدراك البشري فسخَّر الإنسان حياته كلها لدرئه ولتأخير وقوعه.. لكن عندما أدرك استحالة ذلك، ذهب يبحث عن طرق شتى للخلود.. هذا هو دأب المناضلين الوطنيين الشرفاء ومعهم كل العظماء من البشر الذين حباهم الله واصطفاهم من بين عباده لينشروا الحرية والخير والعزَّة والكرامة لشعوبهم وفي ربوع أوطانهم..! ولاتزال لحظة الوداع من اللحظات الفارقة التي يتوقف عندها الزمن؛ فهي لحظة لا نستشعرها إلا عند وقوع أثرها، ولا نهتم لها إلا حين تنزع من بيننا من اختارت.. وهاهو جيل من المناضلين الوطنيين الذين ضحوا وقدموا الكثير من أجل حرية الوطن واستقلاله وتطوره يترجل خلال السنوات الأخيرة.. ومن هؤلاء المناضل البارز الشيخ عيدروس الحجيلي، أحد فرسان ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر، وعضو بارز في التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية الذي رحل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحية والكفاح في سبيل الثورة والوطن، حيث مثل رحيله خسارة كبيرة على ردفان خاصة والوطن بصورة عامة. لا أروم في هذه الكلمات الحزينة أن أعرّف بالمناضل الحجيلي ابن ردفان الباسلة، فمسيرته النضالية كفيلة بالتعريف بدوره الوطني المشهود، ولكنني أحببت أن أقف لحظات معدودات ترحماً على روحه الزكية الطاهرة كإنسان ودود يتسم بالشهامة والشجاعة والمحبة وكمناضل وطني يستحق أن يحظى باهتمام الجهات المعنية دعماً مادياً ومعنوياً لأسرته..! رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته..! [email protected]