المواطن في أي بلد من البلدان هو محور النجاح في كل شيء وبدون هذا المواطن لا يمكن أن يتحقق وينجح أي شيء سواء أكان هذا النجاح يتمثل في الاقتصاد أو السياسة أو المجال الخدمي أو حتى الأخلاقي ولكن كيف يتم ذلك فلابد من أن تتوفر الشروط لهذا المواطن ليكون النجاح ومن أهم هذه الشروط هي الوعي فلابد أن يكون هذا المواطن يمتلك قدراً من الوعي الثقافي والاجتماعي حتى يكون قادراً على استيعاب مسئولياته إزاء وطنه ثم محافظته فمدينته ثم حيه إلى أن يصل الأمر إلى منزله وإذا توفر مثل ذلك فإن أي مجتمع أو أي شعب حتماً سوف يصل إلى ما يطمح إليه من نهوض وتطور بكل ما تحمله كلمة تطور من معنى وهي كلمة واسعة وشاملة وأمامنا الشواهد كثيرة لذلك فهناك المجتمعات الأوروبية والأمريكية وبعض مجتمعات أسرية وصلت من النمو والتطور إلى ما وصلت إليه اليوم وهذا بالطبع يعكس الوعي الكبير والمتنامي للمواطن في هذه المجتمعات وكل من سنحت له الفرصة لزيارة تلك المجتمعات فلن يجد مواطناً ينهب المال العام ولن يجد مواطناً يعبث أو يحطم الممتلكات العامة ولن يجد مواطناً يرمي مخلفات القمامة إلا إلى أماكنها المحددة. ولن يجد مواطناً يخالف إشارات المرور ولا يتحايل على ما عليه من مستحقات للدولة كل هذا يعكس الوعي المتقدم لدى مواطني هذه المجتمعات ومن خلال ذلك استطاعت هذه الشعوب والمجتمعات أن تتقدم وبصورة متسارعة نحو الأمام فنجحت في الصناعة ونجحت في الزراعة ونجحت في السياحة ونجحت في نسج علاقات الاحترام فيما بينها ولهذا كان لها ماأرادت وأصبحت تعيش حياة الاستقرار بعيدة عن كل المنغصات التي تعكر صفو حياتها وصدقوني لو سردت لكم واقعة حدثت أمام أحد اليمنيين الذي كان في زيارة خاصة لسنغافورة وهي بلد تقع في جنوب شرق آسيا حيث قال كنت أسير في أحد الشوارع وبالطبع فإن شوارع سنغافورة كما قال هي أنظف من غرف نومنا يواصل الحديث بالقول طلعت من جيبي باكت السجارة مع صندوق الكبريت وبكل نشوة ولعت السيجارة ورميت بعود الكبريت المحترق إلى وسط الشارع حيث أسير بالرغم أن ليس هناك شيء ما يعكر صفو نظافة ذلك الشارع إلا أن المبرر ليس غريباً وهو أنني جئت من اليمن فماذا كان بعد أن رميت بعود الكبريت إلى وسط الشارع ظليت أسير غير مبالٍ بأي شيء وخيل إليّ أنني أسير في أحد شوارع اليمن فجأة أحس بأحد يشد كتفي إلى الخلف فالتفت لأجد إمرأة عمرها في عقد السبعين توميء إليا بما فعلته بالحركة وليس بالكلام وهي تشير إلى عود الكبريت الذي القيته في الشارع وهذا يدلل على أن الوعي إذا امتلكه المواطن فإنه يستشعر مسئوليته إزاء وطنه في كل شيء أما نحن فيا سبحان الله لا يمكن أن نقارن مع هذه الشعوب والشواهد على ذلك كثيرة فنرى الناس يقضون حوائجهم على جانبي شوارعنا الرئيسية دون حياء وتراهم يقذفون بمخلفاتهم من نوافذ منازلهم إلى وسط الشارع دون مبالاة وترى الناس ينهبون المال العام ولا يحترمون دوامهم في أعمالهم الرسمية ، لم نلمس أن كلف أحداً نفسه بأن ينتقد ظاهرة نقداً مباشراً يراها أمامه في الشوارع وشعار الجميع مشي حالك وكأن الأمور لا تعنينا وما يؤكد كلامي هذا وما سقته في السطور السابقة من أننا نفتقر إلى الوعي الذي هو سبب استقامتنا في كل حياتنا وهو ما نراه هذه الأيام في مدننا الرئيسية من مظاهر لا تنم عن أننا شعب حضاري بالرغم أننا نتغنى صباح مساء عن أننا حضاريون فما نلمسه كمثال لذلك هو ما نعيشه في شوارع تعز من صور سيئة في النظافة وتفجر البلاليع وانسداد الشوارع من مخلفات أصحاب البسطات والباعة المتجولين وأصحاب المحلات أيضاً، وغير ذلك من الصور السيئة التي تؤكد أن المواطن اليمني لا زال بحاجة إلى عقود حتى يصل إلى المرحلة التي وصلت إليها الشعوب المتطورة نسبياً وأرجو أن لا يتحسس أحد من كلامي هذا فهي عين الحقيقة ولابد من الوضوح في سلوكياتنا ولابد أن يكون النقد وسيلتنا لإصلاح أمورنا ومن العيب أن تظل أمورنا وحياة الفوضى التي نحن فيها ونحن نعيش حياة القرن ال21.