«زنبقة في مصر الشقيقة» جميلة هذه المرأة الهبلاء، لكنها لا تعكس صورة المرأة اليمنية ولا حتى المرأة اليمنية التهامية، لأنها هبلاء بكل مقاييس الهبالة العالمية.. همي همك دراما محلية ناجحة 100 %في نسبة الإقبال والمشاهدة، والقدرة على إضحاك الناس رغم كل المرارات التي تقطن حلوقهم، روح الفكاهة التي يتمتع بها نبيل الآنسي “ زنبقة” والتي لا تأتي بطريقة مفتعلة بل تلقائية جميلة تشدّنا وتجعلنا «مقعيين» أمام شاشة التلفاز، ليس لأن فائدة ما ستعود علينا ولا لأن فكرة ما سيتم نقدها وإعادة النظر فيها، بل لأننا نحتاج أن نستلقي من الضحك، وفي اليوم التالي نكرر نفس الكلمات، وأجد ابن أخي يقول لي والله يا عمه إنك “ هبلىِ” بذات لهجة الأخ “ شوتر”..؟! بذات الملابس تسافر نجمة همّي همّك إلى مصر الثوب الأخضر الغريب الأطوار، الذي ربما لبسته المرأة اليمنية في منطقة ما في اليمن قبل عشرات السنين، وربما بطريقة مرتبة افضل مما يبدو عليها على جسد زنبقة، وهناك في مصر هي مثار السخرية من قبل المصريين واليمنيين على حد سواء،« إخس عليك يا شوتر ما كنت رمتها من شباك الطيارة وخلصت منها» وهي تبدو امرأة بلا كرامة الكل يلطش فيها وهي تفغر فمها المخيف وكان الأمر لا يعنيها. هي بالفعل دراما يمنية ساخرة ولكن ليس من الوضع في اليمن بالدرجة الأولى، ولكنها ظالمة للمرأة اليمنية التي لطالما كانت هي صاحب الرأي الرشيد والإخلاص المتناهي والرغبة الصادقة في تقديم الصورة المثالية للأم والزوجة والأخت. أمور كثيرة يمكن أن تكون مثاراً للسخرية في هذا الوطن المحبط، ولكن شخصية اليمني سواء رجل أو امرأة ربما تكون طيبة وكريمة وصادقة ولكنها ليست شخصية غبية ولا تقبل أن تكون محط سخرية من حولها. في برنامج «طارق وهيونة» الذي يعرض على قناة (MBC) تقبل هيونة على نفسها دور المرأة السخيفة وبجدارة، ولكنها مع ذلك تعتقد نفسها مبدعة، المهم ماعلينا ما شد انتباهي وكثيراً من الصديقات أن طارق وهيونة حين يأتيهم اتصال من يمني ويحاولون التحدث بلهجة أهل اليمن تبدو عليهم السخرية ويتعاملون مع اليمني كأنهم يتعاملون مع طفل يجب أن نقرب له الإجابة وننزل إلى مستواه، وكأن اليمني إنسان غبي ولا يفهم بنفس السهولة التي يفهم بها غيره من المتصلين المشاركين في البرنامج، من الذي أخبرهم هذا عنا وهم يعلمون جيداً أن مايقومون به إهانة بكل المقاييس. نحن شعب فقير..نعم.. شعب تتسول به الحكومات..نعم.. شعب يطرده وطنه ويبيع جهده وصحته وكرامته في دول الجوار من أجل لقمة العيش.. نعم.. شعب يجمع تبرعات للشعب السوري وللشعب الفلسطيني الشقيق في ذات الوقت الذي تجمع له التبرعات نعم ونعم أيضاً.. ولكننا شعب الأغلبية فيه مبدعون ونوابغ، لم يشتهر يمني بالغباء ولم يحدثنا التاريخ عن يمنية تحمل صفات زنبقة، علينا أن نحترم أنفسنا بعض الشيء إن لم يكن الشيء كله، نستطيع أن ننتج دراما تلاقي إقبال المشاهدين وتحقق نجاحاً كبيراً وبذات الوقت نعكس صورة جيدة لليمني أو اليمنية الذي لا يضطر حين يسافر إلى مصر - التي يعيش أكثر من خمسة ملايين من سكانها في المقابر- أن يحمل المداعة أو الدبية والمسحقة معه أو يحمل شنطة حديد، نستطيع أن نضحك الناس من وحي الواقع وليس من أنفسنا.. أيش يعني قول زنبقة «أنا فدا اللوز حق قلب عمة أمك؟؟؟؟!!» .. الله المستعان يا بو يمن.. [email protected]