أصبحت ظاهرة حمل السلاح وانتشار المظاهر المسلحة في مدينة تعز من أهم القضايا التي تشغل بال قيادة السلطة المحلية للمحافظة ممثلة بالمحافظ رئيس المجلس المحلي شوقي أحمد هائل الذي يؤكد في كل لقاءاته واجتماعاته التي يعقدها مع مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية على ضرورة تكاتف الجهود الرسمية والشعبية لإنهاء المظاهر المسلحة، والشيء الجميل أن كافة قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والعلماء والمثقفين والأكاديميين مجمعين على رفض بقاء المظاهر المسلحة واستمرار الجماعات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون تعبث بالأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي وتقلق السكينة العامة للمواطنين.. الجميع يؤكد ضرورة إنهاء المظاهر المسلحة والقضاء على كل الأعمال الخارجة عن النظام والقانون والعمل على استباب الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة بكل الوسائل القانونية، لكن الشيء غير الجميل هو أن الأقوال لاتتبعها أفعال تترجم على أرض الواقع فلا الأحزاب ولا المشائخ والوجهاء والشخصيات الاعتبارية قاموا بدورهم في إلزام التابعين لهم بعدم حمل السلاح، ولا العلماء وخطباء المساجد والمثقفون والأكاديميون والإعلاميون والصحفيون قاموا بدورهم في التوعية وخلق رأي عام حول مخاطر المظاهر المسلحة واستمرار المليشيات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون بارتكاب جرائم القتل والتقطع والنهب والسلب وتقويض الأمن والاستقرار. أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وأحزاب اللقاء المشترك بتعز أكدوا في البلاغ الصحفي الصادر عن اللقاء الذي جمعهم مع محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي شوقي أحمد هائل يوم السبت التاسع من رمضان الجاري بأنهم يدعمون جهود المحافظ في تثبيت الأمن والاستقرار في المحافظة، وأكدوا عدم امتلاكهم لأية جماعات أو مليشيات مسلحة وطالبوا السلطة المحلية بتحمل مسؤولياتها في إخضاع الخارجين عن القانون والذين يحملون السلاح ويقلقون سكينة المواطنين للمساءلة القانونية.. الغريب في الأمر أن الأحزاب والمشايخ والشخصيات الاجتماعية يؤكدون جميعاً أن المسلحين الذين يجوبون شوارع وأحياء وحارات مدينة تعز والمليشيات المسلحة التي ترتكب الأعمال الخارجة عن النظام والقانون لاتتبعهم وليس لهم أية علاقة بهم لامن قريب أو من بعيد.. فإذا كان أولئك المسلحون وتلك المليشيات المسلحة لايتبعون الأحزاب ولا المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية فمن يتبعون إذاً؟.. هل هبطوا من المريخ إلى مدينة تعز؟.. ومن الذي أعطاهم أسلحة الكلاشنكوف والجيتري والمعدلات وصواريخ «لو» وبوازيك «آربي جي» والقنابل؟ هل أيضاً هبطت معهم من المريخ؟ ومن الذي يوفر لهم المأكل والمشرب والمسكن والمصاريف اليومية؟.. أم أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناولون القات ولا يدخنون السجارة كونهم من مخلوقات فضائية؟! مساء الجمعة الماضي قام أحد الأشخاص في سوق الخياطين وسط مدينة تعز برمي قنبلة على شخص آخر إثر خلاف بسيط بينهما مما أدى إلى قتل سبعة أشخاص وإصابة ستة عشر بجروح مختلفة وفي مساء الاثنين الماضي 11 رمضان الجاري قام مسلحون بالتقطع لإحدى السيارات التابعة للمؤسسة المحلية للمياه بتعز في حي الروضة بغرض نهبها حيث أطلقوا النار على سائقها وأردوه قتيلاً. كما قتل الشاب زكريا محمد عبدالكريم الشلفي 21 عاماً في الساعة الثانية من فجر يوم الاثنين الماضي على يد مسلح حضر مع مجموعة من المسلحين إلى البوفية الكائنة مقابل بنك التسليف التعاوني الزراعي مقابل ساحة صافر..حيث كان الشاب يجلس في البوفية يتناول العصير مع زملائه وإذا بالشاب المسلح يطلق النار على من في البوفية فأردوا الشاب زكريا الشلفي قتيلاً. نريد أن تصبح مدينة تعز خالية من السلاح وكل المظاهر غير الحضارية.. نريد من أولئك النفر الذين استمرأوا الفوضى والقتل والنهب والسلب أن يكفوا عن تلك الأعمال ويعودوا إلى جادة الصواب ويتوبوا إلى الله لعل الله يغفر لهم جرائمهم في حق أبناء تعز.