لا نستطيع أن نجد مبرراً واحداً لإغلاق اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وجعل الأعضاء أو الزائرين له يعودون أدراجهم دون أن يجدوا تفسيراً موضوعياً لهذا الإغلاق المتعمد عدى ذلك المثل اليمني المنطبق عليه “حبتي وإلا الديك” فلا الحكومة رفضت صرف ميزانية الاتحاد، ولم يتسبب أحد بالإغلاق من قبل الأمانة العامة للاتحاد، ولا المجلس التنفيذي، ولا أي شيء آخر يكون سبباً بحسب علمنا لهذا الغلق عدى مشيئة بعض الأعضاء في الأمانة العامة والمجلس التنفيذي وهيئة الفرع بالخصوص المتواجدين بصنعاء، كان ذلك بعد الانتفاضة، وبعد الانتخابات الشعبية التوافقية في فبراير واستلام الرئيس عبدربه منصور للسلطة.. إن هذا الإغلاق المتعمد حقيقة لا نجد له سوى سبباً واحداً، وهو أن إخواننا في المؤتمر الشعبي لم يرق لهم الآخر المختلف منذ البداية فقد تربوا على الأحادية ونفي الآخر معززين بسلطة الفرد الذي يمتلك كل شيء، ويستطيع أن ينصب من يشاء وينفي من يشاء يعلي من هو معه فقط، وينزل من لم يكن معه، وهي طبيعة مكتسبة تربى عليها جل أعضاء المؤتمر.. إلا ما رحم ربي من بعض الأعضاء النادرين الذين لا تسمح لهم ثقافتهم وتربيتهم الحزبية السابقة المنفتحة أن تجدل بهم الحماقة الفردية إلى القطيعة المجانية مع الآخر المختلف، ولكن ذلك لم يمكنهم من فعل شيء لفراغ اليد وعفة النفس، والنأي بثقافتهم عن التفرد والانغلاق، ما كان الاتحاد من طبيعته الأدبية والثقافية والمهنية حزبياً منغلقاً، ولكنه منذ نشأته مهنياً ومناضلاً بكوادره المعروفة بوطنيتها وثقافتها الرفيعة المستوعبة لكل الأدباء والمبدعين دون استثناء،وكان السبّاق للملمة الأدباء والكتاب اليمنيين في الشمال والجنوب في مؤسسة موحدة هي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، ولم يكتف في مساره الوطني الموحد بلم شمل الأدباء والمبدعين اليمنيين فحسب وإنما ناضل بالكلمة والفكر من أجل وحدة اليمن التي أرغمت الزعماء توقيع قيامها ..هو هذا الاتحاد الذي كان .فأصبح اليوم مغلقاً بفعل البعض الذي لم ترق له مطالب التغيير والتحرر من الصوت الواحد والفكر الواحد والضيق بالآخر.ظهر ذلك جلياً منذ أفسحت بعض قياداته المؤتمرية عضويته للعديد من الذين لم نقرأ لهم شيئاً، ولم نعرف عنهم شيئاً ..هو تجييش أصوات تزحف إلى الاتحاد في كل مؤتمر لترجيح كفة المؤتمر في قيادات الفروع والأمانة العامة والمجلس التنفيذي أشبه بعمال التراحيل. لا نبالغ ..لقد كان قوام العضوية لفرع صنعاء في المؤتمر التاسع مائة عضو ويزيدون قليلاً وفي المؤتمر العاشر الذي يليه خلال أربع سنوات فقط ما يربو على المائتين عضو .حقيقة لا يستغرب حشر هذا الكم خلال هذه المدة القصيرة من مؤتمر إلى مؤتمر يليه بالنسبة للمؤتمر الشعبي الذي عودنا على التجييش وكيفما أتفق في مختلف مؤتمراته وانتخاباته الأخرى واعتماده على غلبة الأصوات ليصبح صوت المؤتمر لا يعلو عليه صوت حتى وإن كان هذا الصوت ناصحاً. في برنامج العضوية للاتحاد ولائحته التفصيلية كما أعلم أنه لا يجوز منح العضوية للاتحاد إلا بعد تقديم طالب العضوية مالايقل عن خمسة عشر عملاً أدبياً في أي مجالات الإبداع الأدبي أعمال منشورة في الصحف والمجلات واشتراط المنشورة في علمي بمثابة البوابة للقبول لأن الصحافة والمجلات لن تنشر ما هب ودب من الأعمال على الأقل، ومع ذلك تكون خاضعة للإطلاع والقبول بها كإبداع يؤهل مقدمه للعضوية، ولم يسعى على مدى سنواته لتوسيع وجوده بأصوات انتخابية فقط كما فعل إخواننا في أيامه وسنواته الأخيرة، في مؤتمره ألأخير وانتخاب هيئة جديدة للفرع ومندوبي الفرع للمؤتمر العام...شاهدنا وسمعنا العجب ..إبتداءً من كلفتة التقارير،وغمط التقرير المالي وكلفتته هو الآخر دون محاسبة ووسطاً خروج رئيس المؤتمر عن الحيادية بشكل سافر..بنصيحة المؤتمرين وبصوته العالي أن لا ينتخبوا إلا الأقوياء من الشباب. كان واضحاً أن الشباب الأقوياء الذي يعنيهم هم من الشباب المجيّش لترجيح كفة أعضاء الشعبي في هيئة الفرع والمندوبين على حساب الأدباء المؤسسين والأدباء المبدعين المعتمدين في الاتحاد ..توج هذا الانحياز المقيت بطلب الترشح من خلف الصالة تاركاً الأمام بعد أن كان بدء التسجيل منها حين لم يلحظ طالبين من إياهم ..إذ كان العديد من إخواننا المؤتمريين يتجمعون في الخلف..ذلك غيض من فيض لسنا ضد أن يكون الكاتب والأديب حزبياً أو منتمياً لأي الاتجاهات ولكن أن يكون اديباً وكاتباً ومثقفاً قبل أي شيء. إذ تربأ به الثقافة على الأقل عن التعصب والتشدد الضيق لصالح الانتماء ويفسح له الإبداع الأدبي مسافة بين الانتماء الحزبي وبين ثقافة الحرية التي تجعله يميز بين الطيب والخبيث وتضيء له حرية الاختيار. إننا لا نريد هنا أن نطيل لما فعله بنا إخواننا في الاتحاد وفي مؤتمراته الأخيرة من مؤتمره العام في عدن وصل الأمر لحد رشوة بعض المؤتمريين بعشرات الآلاف من الريالات بقصد التكويش على المجلس التنفيذي والأمانة العامة. تحدث عن هذه الطفرة المعيبة الغريبة – بتخفيف العبارة- الأستاذ الأديب والكاتب الزميل جمال جبران في صحيفة الثوري على ما أتذكر ولم ينف ذلك أحد،وهي سابقة لا نجد لها عبارة في اللغة من التدني في تاريخ مسيرة الاتحاد، وذلك لفرض عناصر «بالفلوس» بدلاً عن الاستحقاق الأدبي والإبداعي الذي أسسه الاتحاد منذ نشأته لا نريد الآن تنبيش ما حدث من الاختلالات والمحاولات لحرف الاتحاد عن مسيرته النقية في الديمقراطية والحرية، وحرية القرار ولكننا نهيب بإخواننا أن يخففوا عن الاتحاد كل هذا التهالك لإضعافه وأقزمته. الاتحاد لطيف ورقيق ولا يمتلك السلاح، ولا القوة ببقائه وفرض نفسه..أكثر من الكلمة وحريتها وصدقها ونظافتها الحرية التي تتسع لجميع أعضائه في القول والتعبير والاختلاف والاتفاق لم يحظرها على أحد، وهو ملك أعضائه من الأدباء والكتاب فقط. من هذا المنطلق نهيب بإخواننا من هيئة الفرع إعادة فتح أبوابه لأعضائه وممارسة نشاطه مجدداً إن أرادوا وإن لم فالعمل على تحريك أمانته العامة ومجلسه التنفيذي لعقد مؤتمره العام في اقرب وقت وذلك بحسب نظامه الداخلي ولائحته التنفيذية وفي هذه العجالة يطيب لنا أن نهيب أيضاً بكل الوطنيين المخلصين من أدبائه في الأمانة العامة والمجلس التنفيذي مراجعة العضوية وفقاً لنظام الاتحاد الداخلي ولوائحه التفصيلية لانتشاله من حملات التجييش واستعادته كاتحاد للأدباء والكتاب فقط والله المستعان.