في صباحية ثقافية وفكرية حول عوائق الإبداع أقامها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين / فرع صنعاء، هاجم الأديب عبد الله علوان الدعوات الحزبية باعتبارها أحد عوائق الإبداع ، مؤكداً بان الإبداع مشروط بالحرية، وأن "الزبيري لم يكن مبدعاً لأنه كان حراً". وقال علوان:" أن الالتزام للتيار السياسي هذا أو ذاك هو انسلاخ عن الجلد واستبداله بجلد غير ملائم"، مشيراً الى أن التحرر من الهوية الثقافية التي تدعو إليها الحزبية يعني الاستعداد للتحول الى هوية أخرى، "أي أن تكون عبداً بالمعنى الشكلي للغة أو عبداً بالمعنى الجوهري".. معتبراً أن من عوائق الإبداع هي "ما تبدو ايجابيات في الظاهر وباطنها الاستلاب" كما هو الحال في الدعوات الى نقص أوزان الشعر والقافية والتحرر من قواعد البناء ومواكبة الحديث والأحدث والجديد والأجد وما الى ذلك من دعوات تخدع الإبداع، أي "يخدعك بالإبداع كي يسلبك أرضيتك الإبداعية.. فكل دعوة لمحاكاة الغرب هو استعباد للمبدع والزج به الى غياهب ثقافية يتوه بها المبدع ويضيع إبداعه". وأضاف : " أن من العوائق الضارة للإبداع هو هذا القمع الثقافي السائد حزبياً وثقافياً ، حيث تصبح الأحزاب شركات دولية معتمدة للثقافة الاستعمارية وترويجها بين المبدعين وتغريبهم في دهاليزها"، مستطرداً:" ومن جهة أخرى نجد أن الشركات الحزبية تعمل بخبث على تدمير الثقافة العربية الإسلامية- كما يحدث في فلسطين والعراق والأردن واليمن، وغيرها"، مؤكداً أنه في زمن الاستعمار فإن المبدع في طليعة المستهدفين في كل الأقطار العربية التي تعرضت للغزو منذ وعد بلفور وحتى اليوم، مستشهداً بما حدث للزبيري حين ظلوا يتعقبونه من مدينة الى أخرى . كما انتقد علوان بسخرية الواقع السائد الذي يتوسل فيه الكاتب لوزير الثقافة لطبع كتاب أو لصحيفة لنشر مقال ، واصفاً إياه بأنه " أسلوب تسول وليس إبداع". من جهتها اعتبرت الأديبة هدى ألبان – الأمين العام للإتحاد العام للأدباء والكتاب اليمنيين- ربط الإبداع بالتأويلات الفلسفية هو أحد معوقات الإبداع والقضاء عليه ، وأشارت الى أنه في ظل حراك ثقافي وسياسي أصبح الأديب الآن يعاني من تهميش إعلامي حيث أن "أسماء معينة هي التي يُطبع لها ، ويحتفى بها"، مؤكدة " الإبداع ليس فيه كبار وصغار" ، وأشارت الى أن الاتحاد هو بيت الجميع صغيرهم وكبيرهم، وأن هذا البيت مطالب أن يبقى مفتوحاً الى كل الأصوات الشابة المبدعة، وأن هناك روح تضامنية نقابية بين أعضاء الاتحاد لا يمكن أن يتحكم بها الروتين ، داعية الى عدم السماح للقضاء على تلك الروح باسم الروتين والإدارة والتبويب. كما استعرضت الأديبة الكبيرة أبلان التي أطراها الشاعر المبدع محمد القعود – رئيس اتحاد أدباء فرع صنعاء- خلال الفعالية بالكثير من المديح والثناء وشبهها ب"جدتنا بلقيس تعود ثانية" كناية عن المنزلة التي تبوأتها في ساحة الإبداع اليمنية، استعرضت انجازات الاتحاد ، وخططه للمرحلة القادمة على صعيد دعم الحركة الإبداعية، وحركة النشر والتأليف ، وتنمية المواهب الشابة ، معرجة على دور رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح في دعم الحركة الثقافية والأدبية من خلال إنشاء صندوق الرعاية وحث رجال المال والأعمال على دعمه. وكانت الصباحية شهدت عدة أوراق نقاشية تتعلق بالإبداع وعوائقه، منها ورقة قدمها الأديب الكبير أحمد ناجي أحمد، والذي دعا من خلال ورقته الى مؤتمر وطني لتنمية الإبداع، حظي على ترحاب المشاركين وتشجيعهم؛ كما تحدث زيد الفقيه – مدير بيت الثقافة- في مداخلته القصيرة عن سلبيات المبدعين، وانتقد تقاعسهم عن أداء المهام المناطة بهم ، وتحدث أيضاً الكاتب المتألق عبد الله الصعفاني، بجانب العديد من المداخلات التي صبت في اتجاه الحركة الإبداعية وعوائقها. ومع أن الجميع غادر بيت الثقافة مع التكبيرات الأولى لأذان ظهر يوم الخميس ، إلاّ أن العيون ظلت ترنو الى عودة أخرى الى دفء هذا البيت الذي ما زال الاتحاد العام للأدباء والكتاب اليمنيين مصراً على أن يكون ملاذه الأسبوعي اللذيذ الذي ما أن يغادره حتى يرنو للقاء جديد.