الرئيس الأمريكي “أوباما” بدأ حملته الانتخابية لفترة رئاسية ثانية.. وهو بذلك لم يبتدع جديداً.. فكل رؤساء الولاياتالمتحدة ينتهجون نفس النهج من سبق “أوباما” أو من سيأتي بعده. وكلهم حين يبدأون الحملة الانتخابية للفترة الرئاسية الثانية يركزون على تحديد سياساتهم الخارجية، وبالذات على منطقة الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية بالذات.. فها هو أوباما، وخلال الأيام الماضية يركز على السلام في الشرق الأوسط وضرورة حل القضية العربية الفلسطينية الصهيونية على أساس الدولتين بحيث تكون الدولة الفلسطينية في حدود عام 1967م أي في حدود ما مقبل حزيران 67م وتترك تفاصيل حدود الدولتين للمفاوضات الفلسطينية الصهيونية التي يتبادل فيها الصهاينة والفلسطينيين التنازلات الحدودية.. وهو بذلك قد وضع حل الدولتين من وجهة النظر الصهيونية.. وهذا يزداد وضوحاً لأنه لم يذكر ضمن حل الدولتين “حق العودة” الذي يعد أهم الحقوق الفلسطينية التي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية المتعاقبة، مثل ذكر التزامه بأمن الدولة الصهيونية، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح. إن حديث “أوباما” إلى حد الآن عن حل القضية العربية الفلسطينية لايزيد عن كلام إنتخابي دعائي يضم إلى ذلك العمل الذي قامت به قواته ضد “قائد القاعدة الشيخ أسامة بن لادن”.. فالرؤساء الأمريكان دائماً ما يوهمون الداخل الأمريكي أنه مهدد أمنياً من الخارج، وذلك لإفلاسهم في السياسة الداخلية الاقتصادية والاجتماعية.. على أي حال كل أحاديث “أوباما” عن القضية العربية الفلسطينية والصهاينة تندرج تحت التخدير الانتخابي الذي طالما استخدمه الرؤساء الأمريكان، وسيظلوا يستخدمونه لتخدير العرب. إضافة إلى حماس “أوباما” لعودة المفاوضات الفلسطينية الصهيونية كطريق لحل الدولتين، محذراً من إتجاه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة، ومهدداً باستخدام حق الفيتو ضد أي اعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها كعضو كامل في الأممالمتحدة. من ضمن الحملة الانتخابية إحياء الذكرى العاشرة لأحداث سبتمبر، لإعادة ذاكرة المواطن الأمريكي إلى ماقبل عشر سنوات.. بدلاً من التفكير في فشل “أوباما” بما وعد به من تغيير.. ونسيان فشله في معالجة مشاكل وقضايا الشعب الأمريكي اقتصادياً، واجتماعياً، وصحياً، وخدمياً. على كل الحملة ضده من الجمهوريين شرسة..فهل يظل شعار أوباما نحن نؤمن بالتغيير فعالاً؟! هذا ما ستقوله الأيام القادمة.. التي يؤكد أوباما أنها ستكون صعبة ويقصد فترة الانتخابات في 2012م.