يتكلم معظم اليمنيين على أن الصبر ينفذ كلما غابت عن أفق السياسيين الحلول لأزمة تفاقمت حتى أدخلتنا في غيبوبة إلا من الكلام الذي لم يؤدِ إلى شيء حتى الآن يحملنا على مزيد من الصبر وبصيص الأمل ولو بحجم قرص الدواء في كوّة بعيدة حالكة السواد. ولايختلف الرأي هذا عند السياسيين والمثقفين والوجهاء القبليين الذين لم تدنس قيمهم وتقاليدهم الأموال والتجارة الطفيلية التي زادتهم عنفاً إلى عنفهم المعروف منذ نشأتهم, كونه سلوكاً متوارثاً لا يؤمن بحق الآخرين في الحياة إلا ما يعود عليهم بالمليارات والأسلحة المتنوعة والهيبة التي قامت على حساب القانون والنظام والمصلحة العليا لليمن, فكانت هذه (الخلطة) الغريبة التي لم نسمع لها مثيلاً في أي بلد آخر من البلدان المتخلفة والتي كنا نحسب أننا بحكمتنا أفضل منها والعكس هو الصحيح في الوقت الحاضر على الأقل. تاه السياسيون ليس في الغابة السوداء وإنما بين الأمواج الهائلة المتكسرة, فالتقمت حيتان البر ما شاء لها من المفكرين والأكاديميين, وربطتهم أو ما بقي منهم بسلسلة من الأفكار المتخلفة التي تصب في تعميدهم كشطار ودراوشة يصبغون على أعمالهم الهدامة الأوصاف والألقاب التي لا تمنح إلا للصالحين المصلحين وليس المفسدون في الأرض مثل آل الأحمر الذين ابتليت بهم اليمن سواء منهم من ادعى الثورة أو من حارب الثورة. ويتمنى اليمنيون اليوم أكثر من أي وقت مضى من المتصدرين في اللعبة الجهنمية أن يتوقفوا عن الكيد المتبادل والعبث بالأمن والاستقرار من خلال مرتزقتهم وسماسرتهم ويضعوا حداً لميليشياتهم السرية والعلنية التي آلت على نفسها إلا أن تواصل اللعب بالنار فتحرق من تحرق حتى يتحولوا إلى رماد وترعب وتبعد الوطنيين الحقيقيين عن أداء واجبهم وبصورة لاتقبل الانتظار حتى نرى كل شيء يسير إلى المجهول وبسرعة فائقة. إن استمرار الصراع بكل صوره وأيديولوجياته سيفتح الباب لما هو أخطر مما قد حصل ومما يفكر في عواقبه العقلاء, ويحذرون منه لأنه لا يبقينا إلا في أضراره الفادحة كونه قائماً بين مجموعة متطاحنة من الحمر استطاعت الاستحواذ على السلطة والموارد والشخصيات الضعيفة التي نصبتها في مواقع المسئولية المدنية والعسكرية والأمنية لحماية مصالحها وإمبراطورياتها التجارية وضياعها العقارية المهولة.. فهذه الجماعة لن تسمح للسلام أن يسود اليمن ولا للوحدة الوطنية التي تتشدق بها اليوم بترويج دعاياتها التي لاتمت لحقيقتها وفطرتها العدوانية بصلة وتدفع أموالاً طائلة لتجنيد المدافعين عنها وتجميل صورتها القبيحة التي ينفر اليمنيون من النظر إليها. (لله يامسئولين) اشتكينا إليكم بكل عبارات التودد والاستجداء بأن تنفذوا خطتكم القديمة بشأن تنظيم عملية سير واستيراد وبيع وصيانة الدراجات النارية ووقودها ومنع الإزعاج الذي يصدر عنها خاصة في الليل ويبدو أن أصواتنا قد عجزت عن الوصول إلى مسامعكم وأبصاركم, وقراراتكم ماهي إلا حبر على ورق شفاف .. فمن غيركم سيلتفت إلى معاناة الناس من فوضى سائقي الدراجات النارية؟!