طالعتُ بعضاً من التعليقات، فوجدت روح الوفاء والأصالة حيث ما حليت أو درست، فألف ألف تحية للذين مازالوا يتذكرون الزمالة والأخوة؛ فقد درست الابتدائية في مدرسة المنشية بمدينة العلا شمال المملكة العربية السعودية، ووجدت في التعليقات من كان معي، ودرست المتوسطة في مدرسة موسى بن نصير في نفس المدينة، ووجدت في التعليقات زملاء الدراسة، ونشأت في تلك المدينة التي تحمل عبق التاريخ وتحتضن أصول العرب وكرام القوم، فوجدت في التعليقات الأرومة وأواصر القربي. أنا في جوار الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ فقد درست في مدرسة الأنصار الثانوية فوجدت في التعليقات ثلة من الأوفياء الذين شرفت بزمالتهم. ولك أخي القارئ الكريم أن تدرك معاني الأخوة والزمالة رغم الغياب الطويل جداً؛ ففي جامعة الملك سعود بالرياض التي حصلت منها على درجة البكالوريوس وجائزة دلة لاختيار أفضل الأبحاث في العلوم السياسية فقد وجدت نخبة من الزملاء الذين عرفوني عن قرب، وكان لتعليقاتهم أعظم الأثر في نفسي، فلهم جميعاً الشكر والثناء الذي لا حدود له. إن أكثر ما شدني لتلك التعليقات حرص الجميع على أمن واستقرار اليمن والإصرار الكبير من الجميع على الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره، أما التعليقات المريضة فهي دون شك تعبر عن حال صاحبها وعن جهله، فلم ألتفت إليها ولم تثر مني غير الشفقة على جور ذلك المرض الذي لا دواء له إلا المعرفة وحب الوطن. ولئن كانت تلك التعليقات التي وصلتني قد عبّرت عن الوفاء والإخلاص لقدسية التراب الوطني وحضارة الإنسان ونبل الأخلاق فإنها قد بعثت في نفسي العودة إلى فصول الدراسة؛ فقد وجدت في التدريس لمبادئ العلوم السياسية والجغرافيا السياسية الفرصة التي أعادتني إلى زملائي في الدراسة والحوارات التي كانت تدور معهم، أما اليوم فمع طلابي أجد النور فيهم من أجل مستقبل أفضل وخير أعم للوطن اليمني والعربي والإسلامي. أجدّد التحية لكل الذين علّقوا، والذين أفصحوا عن حبهم وتقديرهم، والذين حافظوا على روح الزمالة، والذين ذكروني بأواصر القربي وعظيم النبل وكرم الضيافة وقوة الروابط الأخوية التي جمعتنا. وكل ما أتمناه أن أراهم جميعاً بإذن الله.