في إطار الحديث عن التعليقات التي وصلتني وجدت البعض من زملاء دراسة الدبلوم العالي في السياسة الدولية والدبلوم العالي في الإعلام، وكان لهذه النخبة رأي أعتز به كثيراً؛ لما فيه من المعرفة الواقعية والأكيدة لحقيقة الانتماء للوطن وقدسية التراب الوطني، أما الذين تابعوا تعليقاتهم، وكانت معرفتهم بي أثناء الإعداد لدراسة الماجستير والدكتوراه فقد كانت شديدة الحرص على الوفاء والإخلاص للوطن، ولذلك أشكر الجميع على ذلك الحرص الديني والوطني والإنساني. ولئن كانت تعليقات النبلاء والشرفاء قد حملت رسائل الحب والوفاء والإخلاص والاعتزاز فإن ذلك دليل على معادن الأصول التي شعرت من خلالها بأن الكلمة الصادقة تصل إلى العقول المستنيرة، وتحدث فعلها الديني والوطني والإنساني في كل أصقاع الأرض، بما يحقق الوئام، ويخلق الألفة، ويصنع الصفاء، ويعزز الوحدة، ويجسد القيم والأخلاق التي جاء الإسلام الحنيف متمماً لها. إن المعادن النفيسة والأصيلة تظل تلمع وتبرق أينما كانت، وإن النفوس الأبية لا تعرف الدنية، ولا تقبل التملق والمداهنة، ولا تجامل، ولا تبيع وتشتري بالمواقف والمبادئ؛ لأن قداسة الحياة العزيزة والشريفة لا تقبل التدنيس لا بالمال ولا بغيره. فمن يحاول النيل من أصحاب القيم والمبادئ والمواقف فإن الله الواحد القهار سيجعل كيده في نحره، ويجعل تدبيره تدميراً عليه، ولن يناله إلا الخسران المبين، ولذلك علمتنا الحياة الصبر والمثابرة والإخلاص في القول والعمل. أجدّد التحية لكل النبلاء والعظماء والشرفاء الذين لا يهمهم إلا الخير العام للناس كافة والذين تنطق ألسنتهم بيان الخير والسعادة، وتعزز كلماتهم صدق المحبة والوفاء، وتجسد مواقفهم الأصالة ونبل الأخلاق وعظيم الإيمان بالله رب العالمين. وأقول لمن هم دون ذلك: حاولوا التجرد والتحرر لينالكم رضا الله سبحانه وتعالى ثم الناس، وقولوا وافعلوا ما يحقق الخير والسلام وتلمّسوا السبيل المقرب إلى الله، وكفوا عن الأذى يرحمكم الله.