بوح شعري رائق....ارتحل عبر غابات الحناء المنقوش على كفِ غانيةٍ (صبرية).....ومن حقول الوجد الموغل في الشجن و (الحزن الأنيق)..... قلبي ساءلني هذا الصباح....وأنا أرتشفُ فنجانا من قهوتك الصباحية سافر بأشجانها عبر أثير الروح....طائر الشجن التعزّي( أيوب) ذلك الذي يرقدُ حاليا على فراش(المرض)....والذي تعرفتك أكثر من خلاله ..... وميزت ذائقتي عِطر قصائدك المدهشة.....لأني لا أمتلك (ديوانك) في قريتي(الفقيرة) من المكتبات العامة.....!! ساءلني قلبي ماسر هذا(الحزن الأنيق).....المتغلغل في شرايين الحرف حد البكاء...؟!فرد صدى صوتي بوحك الأنيق : جنحت واجناحي حديد لاريش فارقت أرضي حيث أحب وأعيش لا أين لا أي البلاد ماأدريش كوخي حديد غنيت ماسمعنيش حديد من أين للحديد يطرب حديد لا ذاق الهوى ولا حب واستمرت رشفاتي....حتى اثملتني قهوتك الصباحية المشاغبة(لخفر العذارى).....وحلّقت بروحي حيث تستلقي بأمانٍ أحلامي البيضاء على أجنحة الملائكة وهي توشوشني بهمسةٍ عذبةٍ كوّرتني خجلا : طاب البلس واعذارى طاب هيا صبحونا بلس أشتي بلس بس أما الحب قلبي قدشرب منّه حتى قال بس فأخذتني لحظةُ صمتٍ وصلاةٍ هااااااامسةٍ : م س ت ح ي ل وتماهت روحانا في ارتشاف الشفافية اللامتناهية في سماواتِ الشجن المحلّق بالروح....والروح فقط.... ساءلني قلبي .... بعد تلك الدفقات النورانية التي حلّقت بروحي في أجواءٍ من الحزنِ الأنيق....على تخومِ نبضك الشعري الآسر..؟؟ أي شاعرٍ ذلك العظيم الذي يمنحنا الفرح الصادق....؟؟ في زمنِ الغِش حد الاستهتار بالكلمة الشاعرة والروح المتشبثة بالطهرِ والنقاء.....وبمشاعر البراءة.... أي شاعرٍ ذلك الذي صاغ لآلئ حروفٍ خالدةٍ ...قلّدها جيد وطنه الحبيب....وعزفتها روحه التوّاقة للحرية نشيد حُبٍ وسلام...يرددونها بعده كل صباح تلاميذ المدرسة وهم يقفون مع حروفه بشموخٍ وعِزة.....؟؟ أي شاعرٍ هو حتى جعل جميع روائعه الشعرية تخترق الجدار الحاجز للقلب ....وتتبتل في محراب العاطفة الصادقة ....حيث أحرق أعشاشه وأرياشه ولم يترك له ريشا وفاءً لمحبوبه في زمنِ الغدر والتفنن في الخيانات......؟؟! أي عظيمٍ هو حيث رسم لوحاته العظيمة التي تفوق قدرات أعظم الرسامين براعةَ ....؟!....لكنه رسمها من النهر والرعيان والسواقي ....وغيول الماء ....وصبايا الجبل وهن يطوفين المدينة بالثياب الدمس ....تفوح من أعطافهن روائح المشاقر .... يحرس وجوههن البيض بالكاذي المسقّى في برودِ الغلس......فأي رقةٍ ونهر عذوبةٍ أنتَ......؟؟! حتى ملكت زمام أرواحنا .... وسافرت بها قصائدك حمائم سلام....ونوارس حب....لتنهل من عمق مدينتك الفاضلة...على بابها يافطة تحمل شعارك : من يود أن يرتقي بروحه الأنيقة فليقتفي أثري...!! لكنك لا تعوّض ...... ولن يملأ مكانك الشاغر أحد سواك..... فهنيئا للحالمة حضارة شاعرٍحلّق باسمها في الأماكن والجهات .....وهنيئا لليمن هذا العظيم الذي عبّر عن أحلام البسطاء وتوّجها (بعرس حسناء وحسان....). وهنيئا لي هذا الشجن اللامتناهي.