المحاولات المكشوفة لتفتيت الثورة ولدت ميتة ومهما ارتفع صوت الثورة المضادة ستبقى فارغة المحتوى عاجزة عن الحركة لأنها بالأساس على غير الثورات المضادة في العالم تفتقر إلى الدهاء والحذاقة فمن حسن حظ الثورة اليمنية أن أعداءها لم يتقنوا تقمص الدور الثوري الذي يضرب الثورات تحت الحزام والعكس هنا فالعناوين الرجعية واللافتات الأسرية والسلالية التي تحملها الثورة المضادة كعقيدة لها.. تدفع بالثوار إلى الوحدة والتعايش الايجابي وتجعل الشعب أكثر التفافاً ومن يظن أن الشعب اليمني سيلتفت إلى دعوات من قبيل السلالة والأسرية التي ثار عليها قديماً وحديثاً ويؤمن بأنها المسؤولة عن تخلفه عبر التاريخ فهو واهم ، فالشعب اليمني أصبح يعد ثورة 26 سبتمبر محصناً من هذه الدعوات مهما بدت أو لبست من زخارف أو اغراءات مباشرة ، فالدعوة للاسترقاق والتقديس وبث الكراهية كعقيدة تستفز اليمنيين ، هل رأيتم ثورة ترتد على هذا النحو؟ إنه الغباء الذي لا يعنينا ما يعنينا هو يقظة الثوار و وحدتهم والنجاح في حل اختلافاتهم كجزء من قيم وبرنامج الثورة .. ولعل الثورة بحاجة إلى مثل هذه الدعوات المستفزة والمفضوحة لكي توقظ الثوار الذين لم تنته ثورتهم بعد وهذا ما حدث أمس في ساحة تعز، فقد رأينا حشداً استثنائياً بمثابة استفتاء شعبي ضد الفتنة والسلالية والطائفية التي لن تجد لها مرقداً ولا مأوى في تعز ولافي اليمن لأنها غريبة بالأساس على أخلاق اليمنيين ومتسللة ...كما شهدنا وحدة ثورية بين شباب الساحة بصورة مذهلة بعد فتور وتناقض بدأ يظهر وبصورة عادية لكن البعض ظنها أنها فرصتهم لصناعة فتنة في تعز لتأتي الرسالة قوية صاعقة أن تعز لا تقبل الغرباء على الروح اليمنية ولا على روح الثورة التي قامت أساساً ضد الأسرية والسلالية سواء الثورة الشعبية الحالية أو الثورات السابقة وكانت تعز هي مركز الوعي والرفض للظلامية فما الذي أغراهم. لقد ظن هؤلاء أن بتقمصهم قميص أهل البيت وامتلاكهم المال سيزرعون التخلف ونسوا أو تناسوا أن العلم نور والجهل ظلام وأن تعز هذه مركز تنويري وليس كهفاً مظلماً أهل البيت يبرأون من هذه الوحشة المكشرة والمتأبطة للموت والفتنة واعدام العمال والنساء ، أهل البيت مثلهم مثل كل الناس لا يتميزون إلا بالتقوى كسائر الناس ومنهم اعلام علموا الناس السواسية والحرية ونبذ العنصرية منهم الشافعي وزيد بن علي والشوكاني وابن الأمير وقادة وجنود في كل الثورات اليمنية التي قامت لبسط العدالة والمساواة اذا كنتم ياهؤلاء مجبرين على اداء دور ما فتعز ليس المكان المناسب واذا ظن من يدفعكم انه سينتقم من تعز بكم فهو واهم كعادة الواهمين.