جنون البقر.. وانفلونزا الخنازير.. تقريباً هذان المرضان فقط لم نصب بهما بعد في هذه المحافظة المصابة بداء اللعنة، المفروشة بالخضرة، والملعونة بالبشر الذين يعيشون فيها، وكل الناس كوم، والتربية كوم آخر، قامت ثورة بعد ثورة، وجاء أناس بعد أناس، أنا وغيري من المتفوقين في الجامعة من زملائي وزميلاتي، ومن أعرف ومن لا أعرف، من تعج الخدمة المدنية بملفاتنا، ومن فيها هم فيها، ويقال غيرنا واحد بواحد أشرف، وإذ بنا كالمستجير من الرمضاء بالنار، جريمة تتلوها جريمة. سيدي المحافظ تعبنا، لم أستطع إجراء عملية إنقاذ لعيني ، وفراعنتك في الخدمة المدنية لعامين يبيعون الدرجات بمسمى الأقدمية والمديريات المحتاجة، ويتظاهرون بالشرف والنزاهة والقانون، ومن تحت الطاولات يتداولون كل أنواع العملات ، ليس لدينا ما نبيعه لنشتري منهم بأسعارهم، ولادورات في مجال لهجاتهم الخاصة، قامت ثورة لأجل هذا وزادت الطين بلة، وأنت تباركهم من بعيد.. وأنت من كرمتني بجائزة الرئيس، ومن منحتني درع الثقافة للمحافظة، ولم تنصفِن بحق واحد من حقوقي، فإلى متى، وإلى متى سيبقى هذا حالنا؟، وينصفنا الأجانب ، ياسيدي لاتدوم الكراسي لأحد، وليتك تمر على المدارس ليوم واحد وحدك، من غير حاشيتك الموقرة، وترى مجاعة العلم في محافظتك الخضراء، وماتوظف الخدمة المدنية من عاهات فكرية بشرية، أنت من ستحاسب عليها، ليتنا نستطيع من شبعنا من هذا الظلم والقهر، إحراق الخدمة المدنية ومكتب التربية بمن فيها، لكننا لانمتلك حق البترول والكبريت، ألم يحن الوقت بعد لننصف، هل بات اللجوء السياسي لأي مكان في الكون حلاً أخيراً؟، فنحن لا نجيد الكحل والعطر والكعب خارج منازلنا ليرق قلب خبرة التربية والخدمة المدنية. عنا ستُسأل يوماً، وسيسأل قبلك خطاب والغباري، لكننا سنعلق برقبتك، ولن تخطو خطوة واحدة من حساب الله، إلا وقد تحملت كل أوجاعنا ومرضنا وقهرنا وحسرتنا وسهرنا وحاجتنا، ولن نسامحك لسبب واحد فقط، أن عدم إحقاقك للحق سيكون سبباً في هجرتنا من هذا الوطن بلا عودة، وعلى حاشيتك السلام.