التيار الذي يخوض غمار نشر ثقافة الكراهية، وهو تيار غوغائي إنتهازي لم يعد يخفي علاقاته بدوائر المخابرات البريطانية ويبيع ديناً مستقبل المحافظات الجنوبية عليه إعادة قراءة التاريخ الديمغرافي والنضال السياسي المترابط لمنطقة تعز الكبرى.. تعز العظمى اليمن يمكن التعرف عليها وشم رائحة سكانها في عدن والحوطة وتبن وجعار وزنجبار عبر جولة متأنية في حارات الشيخ عثمان (حافة دبع) والبريقة وكريتر والمعلا والتواهي وفي هذه الحارات الحوافي سوف يسمع المتجول عن الفنان الكبير محمد مرشد ناجي الشوافي الذي أتحف قراء الجمهورية بجزء من سفره الاجتماعي والفني والفنان القدير محمد سعد عبدالله الهجري والحكم الدولي سعد خميس من الراهدة والبليط المقطري والمؤرخ سلطان ناجي وعبدالله فاضل فارع الأديب والمقاولين والتجار الكبار من المقاطرة وأديم ودبع والأعروق ومقبنة وفي الصدارة هائل سعيد أنعم واخوانه وأمين سلطان الشميري وأصحاب المزارع في جعار وحول عدن والخضروات والفواكه والألبان.. وسوف يسمع المتجول عن الشاعر القرشي عبدالرحيم سلام والنجوم السياسية والصحفية مثل نورالدين قاسم وعبدالباري قاسم وعبدالله عبدالوهاب نعمان وعبدالرحمن عبدالله الحكيمي وعبدالله شرف سعيد وإسماعيل الشيباني وأحمد عبدالرحمن بشر وراشد محمد ثابت وميفع عبدالرحمن وعبدالرحمن عبدالخالق وكوكبة لايستطع أي من منتسبي هذا التيار الغوغائي احتلال مقاعدها فهل يستطيع أي من منتسبي هذا التيار احتلال مقاعد عبدالفتاح إسماعيل أو عبدالرحمن هزاع أو إسماعيل الزريقي أو عبدالرزاق شائف.. إلخ؟ أجزم أن ذلك مستحيل فهؤلاء ارتبطت أرواحهم وأجسادهم وثقافتهم ببيئتهم عدن وتلك المناطق التي ذكرناها على كل من تابع ويتابع التطور الديمغرافي المتجدد دوماً لتعز الذهاب إلى عدن ومقارنة وضعها في الستينيات حينما كانت مزدهرة بالتجارة والسياحة والتعليم الأساسي والثقافي بالسبعينيات بعد هجرة تجار تعز ثم عقد مقارنة أخرى بين وضعها في الثمانينيات ووضعها في التسعينيات وحتى الآن سوف نجد المفارقة العجيبة، حيث كانت عدن في الستينيات كخلية نحل ثم نامت هذه الخلية منتقلة إلى الحديدة وصنعاء ثم عادت الآن إلى وضع أفضل مما كانت عليه في القرن الماضي بفضل نشاط سكان تعز القدامى والجدد. وياترى من أين مر ناصر السعيد وعبدالقوي عبدالله وعبدالله علي العقربي ومنصور مشعل ومهيوب علي غالب (عبود) وقائد قاسم (عبدالحكيم) وعبدالعزيز عبدالولي والعزيق؟ ومن أين مر لبوزة والمجعلي والسقاف وقحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف؟ ومن أين مرت ثورة 14أكتوبر؟ ومن أين مرت الجبهة القومية وجبهة التحرير؟ من أين مر كل أولئك الشباب المتحمس للنضال من أجل تحرير جنوباليمن، أي جنوبتعز من الاحتلال البريطاني؟ لقد مروا من تعزالمدينة الصغيرة.. من تعز الريف إلى تعز الكبرى في زمن حركة التحرير التي لم تعرف ثقافة الكراهية بين أصحاب القضية ولم تعرف التمييز القروي والمناطقي.. مروا وفي أدمغتهم ثقافة نقية وعلى أكتافهم هموم الحرية والاستقلال وبناء غد مشرق؟ كيف سار المسار بعدئذ؟ هذه الإجابة لاتخلو من ظرف وعتب ولم تعد مهمة الآن، لأن شباب اليوم يحملون على أكتافهم هموم أخرى وأبرزها ثقافة الكراهية التي تغلف الحقائق ومن أبرز هذه الحقائق أن الدول لاتولد عنصرية نقية العرق بل ولاتستطيع العيش بدون التنوع والتعايش السلمي والاستقطاب الاجتماعي من أجل التنمية والدفع بعجلة التاريخ إلى الأمام وهو ماينبغي أن يفهمه دعاة استئصال مايسمى (أبويمن) وإلى الأبد، والمقصود بأبويمن خلية تعز المتجددة والتي من المستحيل استئصالها كما ومن المستحيل تجاهل حقوقها وأهمية نشاطها الواسع. وجعفر عيدروس المثقف الوهطي، سالم زين محمد، طه أحمد مقبل، الضبوعة شارع التحرير، الراهدة، مقهاية الحبيشي والحبيشية، محمد حمود الحكيمي محمد عبدالولي ناشر، شرجب تحت قيادة أحمد سيف الشرجبي الذي دافع ببسالة عن أربعين من قادة الجبهة القومية الذين فروا عقب أحداث المؤتمر الرابع مارس 1968م، الأعبوس والزريقة والشريجة وقعطبة وصالح مصلح الذي كان أكثر حماساً للتوحيد.. هذه الأسماء والأمكنة والأزمنة شهود على القدرات الملحمية والطابع التجددي لتعز كخلية لاتنطفئ مشعلها في المشهد السياسي التاريخي الذي ارتسم على سماء تعز الكبرى قبل وبعد طرد الاحتلال البريطاني وإسقاط بيت حميدالدين. وحينما نتحدث عن هذا المشهد الرائع فنحن لانتكئ على عصبية أو ضيق أفق بل نحن نريد وضع النقاط على الحروف ونؤكد أن تعز تلك الخلية المتجددة مؤهلة كاملة لإنشاء دولة قانونية – فدرالية حديثة تقبل كل التنوع الاجتماعي والثقافي.... يتبع