-1- هل خدعتنا القبيلة؟ إنها لا تعترف بشيء سوى بالزلط والقبيلة، كما تسبر أحشاء كل شيء بحثاً عما يبهج الشيخ والقبيلة. أتحدث هنا طبعاً عن الجوهر الذي لم يتغير في منظومة القبيلة التي يجب أن نفرق بين كونها سلطة معيقة للتقدم وكونها إحدى التكوينات الاجتماعية، رغم احترامي لأسماء فيها صارت ذات ممارسات فردية تمدنت وتستحق كل التقدير والاحترام، لكن بالتأكيد ليس لها تأثير جذري معتبر داخل منظومة القبيلة بل هي ضئيلة لا تكفي لصنع فارق حقيقي. -2- منذ 50 سنة وكومة القبيلة تعيقنا عن العبور ومؤخراً مارست رومانسيتها الخاصة المعتادة، لكنها تقوم بتصعيد شرها على الدولة المدنية التي نريد باسم الدولة المدنية للأسف. وهذه هي المفارقة البجحة التي لم نكن نتوقعها أو نرغب بها أبداً. ذلك أن مشائخ القبيلة مثل السادة المرضى بإرثهم التاريخي غير المشروع: عصاة على الاندماج المجتمعي وعلى الانصياع لحلم الدولة. ومن هذه البؤرة التي لا أسوأ منها ستظل مآسينا تترعرع حيث سطوة الماضي هي الأقوى، وحيث الثورة كوعد يتم النكوث به. على أنها ذات الدراما الثنائية التي حدثت قبل 50 سنة، ورغم ذلك فإننا لن ننأى عن الحلم أبداً.