دوماً تنتظرني مصفوفة من الكتب لقراءتها، ولهذا السبب أحرص على أن أزور يومياً مكتبتي الخاصة في المنزل والتي تتموضع في ركن بعيد لاعلاقة له بمنزل الحاجات الفيزيائية اليومية، وبعد كل زورة متروحنة بالقراءة يتأكد لي أن الكتاب الورقي يواجه تحديات مؤكدة، لكنه بالمقابل يتطور بأشكال مختلفة، وربما سيتطور لاحقاً بكيفيات لا نتوقعها الآن.. كما أن الأجهزة الرقمية تسمح باستدعاء الكتاب ورقياً بصورة تتزايد تطوراً، وقد نفاجأ في القريب العاجل بأوراق قابلة لإعادة التدوير والاستخدام لمئات، بل آلاف المرات، وهذا سيزيل الحواجز المادية والفيزيائية بين الرقمي والورقي، فيصبحان وجهين لعملة واحدة. وبهذه المناسبة أُشير إلى تزايد تقنيات (الطباعة حسب الطلب)، والتي تجعل الواحد منا قادراً على التحكُّم في كمية الكتاب المطلوب للطبع، بحيث يصبح مُتاحاً وببساطة، طباعة نسخة واحدة أو مليون نسخة من ذات الكتاب، وبنفس المعايير والقيمة البصرية !!. زمن الوسائط الرقمية المتعددة تفتح الباب لخيالات واسعة، واحتمالات تتجاوز قدرة المهنيين المُجربين على التوقُّع، فما بالنا نحن الذين نعوم في هذا البحر الزاخر من القابليات اللامتناهية. قبل سنين فوجئت شركة سوني اليابانية بأن بعض أجهزتها الذكية تقوم بوظائف لم يخطط لها، ولم تكن ضمن مرئيات صانعيها، ومنها إحدى الكاميرات الرقمية الذكية التي تقوم بأعمال تتجاوز ما افترضه وخطط له المصممون والمهندسون، فاحتار صُنَّاع تلك الكاميرا في أمرها!، واعتذروا للمشترين عما حصل من تجاوزات قام بها هواة « البحبشة» من مكتشفي خفايا الأجهزة الذكية. ملحوظة: في الأصل رد على سؤال لإحدى المجلات العربية، ولم ينشر الحوار بعد. [email protected]