من الأشياء التي تبعث على الخجل بل هي الخجل نفسه أن يصل بنا الحال إلى حالة مزرية وجد مشينة كالتي نعاني منها على ساحة واقعنا التعليمي والتربوي فيما يخص “ حقوق المعلم” بنوعيه الذكر والانثى.. والذي يتابع المعارك الحامية الوطيس القائمة بين الجهات النقابية “حاملة لواء المطالبة بحقوق المعلم” وبين الجهات الرسمية ذات الاختصاص “حاملة لواء الإصرار على حجب تلك الحقوق” فإنه يصاب بلوثة في عقله وفكره ومنطقه الرشيد لأسباب عديدة أهمها أنه من غير المعقول أن المعلم في بلادنا يلزمه إهدار طاقات كبرى من إمكاناته وقدراته وحالاته النفسية والعقلية ومن وقته وماله ولقمة عيش أطفاله في معارك ما أنزل الله بها من سلطان مع الجهات المناط بها إحقاق حقوقه المادية المشروعة حتى يصل إلى ذلكم الحق المراد.. فأي وضع مزر هذا الذي أصبح يعركنا بإرهاصاته ومعوقاته وروتينه المعقد والمعَقِد رغم أنه أي المعلم أساس التنمية وروح التغيير ومصدر كل الثورات؟ إن المتابع الحصيف للمشكلة القائمة حول”العلاوات السنوية” المستحقة للمعلمين والمعلمات في بلادنا منذ العام 2005م وحتى يومنا هذا يكتشف من أول وهلة مدى العناد والإصرار الحكومي على عدم تلبية نداءات واستغاثات المعلم صاحب الحق لا لسبب سوى غرض في نفس يعقوب ولا ندري كم هي الأغراض التي تزاحمت في نفس يعقوب بلادنا.. فما الذي يضير الجهات ذات الاختصاص من صرف علاوات المعلمين والمعلمات وإضافتها إلى رواتبهم وصرف فوارقها على امتداد السنوات الماضية؛ وإذا كان هذا المشكل من سلبيات النظام السابق أليس من حق المعلم في بلادنا أن ينال حقوقه كاملة في ظل حكومة التغيير والوفاق؟ إن كانت المشكلة مازالت قائمة؟ ثم وهذا هو الأهم إذا كانت الحكومة الحالية لن تهتم بالمعلم وحقوقه بالدرجة الأولى فبأي قطاع خدمي سوف تهتم والمعلم هو الأساس في بناء مستقبل الوطن؟؟ إن التوجيه بصرف العلاوة المنتظرة بالشكل الذي خرجت به إلينا ليس له من تفسير سوى استمرارية الضحك والسخرية من هذا المعلم وعدم الاهتمام به ومراعاته والحرص على معالجة كافة مشاكله حتى يعطي أكثر.. ومثل هذا السلوك السائد يؤدي من حيث لا نعلم ومن حيث نعلم أيضاً إلى كارثة حقيقية في العملية التعليمية برمتها في بلادنا لأنه وكما يقال “ أعطني معلماً أعطك مجتمعاً” فكيف ننتظر من المعلم عطاءً إبداعياً جاد يتناسب والمرحلة التي نعيشها وهو أي المعلم يعاني من ويلات اللامبالاة به واللااهتمام بحياته.. والأدهى والأمر فيما يعانيه المعلم في بلادنا ليس حرمانه من حقوقه من العلاوات وفوارقها فقط بل إن هناك حرماناً مفزعاً لكثير من الكوادر التربوية في كثير من البدلات المستحقة في ظل عدم تفعيل مبدأ التسوية المنتظر كبدلات الريف والمخاطر .. إلخ فيا أيتها الجهات المختصة يا من بيدك تحرير المعلم من حرمانه الممقوت من حقوقه عليكم نعقد الآمال في تحكيم ضمائركم والعمل بروح المسئولية الوطنية والعمل على إنصاف المعلم حتى ينصفنا المعلم في أجيالنا المتعلمة بناة الحاضر وكل المستقبل.. إن قطاع المعلمين وجموعه الغفيرة ليسوا عمالاً في شركة خاصة حتى تقام المعارك بين نقاباته وبينكم وصولاً إلى حقه المنشود ولكن المعلم هو وجه الوطن المشرق بالمعرفة وعلى الجميع تقع المسئولية لإحقاق حقه ومن ثم مطالبته بواجباته.. المعلم أولاً أيها السادة في وزارة التربية والخدمة المدنية والمالية و..و..إلخ فإنه لم يكن كذلك فعلى التعليم في بلادنا السلام .. نتمنى أن ينتهي هذا العام 2012م بحلول ومعالجات شاملة لكل ماله علاقة بالمعلم لأنه الفكر والنور والحقيقة والتنمية والحرية والتغيير والثورة ضد كل أنواع الظلام..