حين دعت النقابة للإضراب للمطالبة بحقوق التربويين المهضومة كنا نظن أن الحكومة ستلبي مطالبهم سريعا خاصة بعد ان صعد أغلب وزرائها على سدة الحكم بفعل ماأسموه ثورة التغيير التي تغنت كثيرا بأهمية نيل الحقوق والمطالب لكن المثير للسخرية الممزوجة بالألم أن تتجاهل الحكومة وتستمر في التجاهل لتلك المطالب المشروعة الجدير ذكره أن العلاوات السنوية تم إقرارها في ميزانية العام الماضي في مجلس الوزراء ومع ذلك يتم تجاهل شريحة المعلمين ويتم تجاهل أن التعليم مشلول منذ يوم 12\11\2012 ما أوضح جليا أن أولئك الوزراء الذين طالما تغنوا بأهمية الحقوق لم يكن غناؤهم سوى وسيلة للصعود وأن مصلحة الوطن والمواطن هي آخر ما يفكرون به أو يحرصون عليه. نعم نحن مضربون حتى تتحقق مطالبنا ويدركوا أن المعلم يجب ان ينال كامل حقوقه لأنه من يبني الأجيال وعلى عاتقه تقع مهمة التنوير والتسليح بالعلم والمعرفة وأول لبنة في بناء يمن جديد هي تسوية أوضاع التعليم وأوضاع المعلم الذي اثبتت الجهات المعنية وخلال فترة الاضراب بتعاملها اللامسئول بقضية المعلمين أنه قضية لا شأن لهم بها لأن قضية التربويين هي شأن يعلي الوطن ويخدمه وكل ما يخدم البلاد هو في آخر القائمة لديهم . المعلمون يطالبون بحقوقهم منذ عام 2005 وحتى 2010 والوزارة تعترف بشرعية هذه المطالب ووزارة المالية تدعي عجز الميزانية ومع ذلك يتم التعاقد مع احدى الجامعات الأهلية بمبلغ مائة مليون دولار في مشروع مبهم ووهمي وغير واضح أسموه تطوير التعليم في تلاعب واضح بعقول الناس في حين المنطق والعقل يقول أعطوا المعلمين حقوقهم أولا ثم اقدموا على تطوير التعليم أو حتى إقامة مشاريع أخرى رغم ألّا تطوير للتعليم والمعلم مغبون ومضطهد ويشعر بالقهر والحرمان والاستغفال وعليه أؤكد أنه لن تقوم للبلاد قائمة ووضع التعليم على ما هو عليه الآن . وفي سياق متصل عانينا في بداية العام الدراسي ولا زلنا نعاني من عدم توفر الكتاب المدرسي الذي اثقل كاهل المعلم وزاد من صعوبة عمله وأضاف عبئا فوق أعبائه الوظيفية وكنا نظن أن للأمر علاقة بعجز ما أو إهمال ما لكن في بداية شهر نوفمبر تم توفير جزء من الكتب الدراسية لنكتشف السبب الحقيقي في تأخر صرف الكتب الدراسية - والحقيقة كانت صدمتنا كبيرة وتأكد لنا أنه عادي جداً عرقلة التعليم ومشاكل الطلاب وهموم المواطن. تحية وإجلال وتقدير لوزير التربية السابق الدكتور عبد السلام الجوفي الذي كان إضراب المعلمين يهز الوزارة ويحرك المكاتب فكانت تشكل ضغطا على الجهات المختصة أما حكومة اليوم فتجاهلها رد واضح وتجاهلها يدفعنا لمزيد من الإصرار على مواصلة مطالبنا حتى تتحقق . من خلال مواقف نقابات المعلمين المتضاربة واختلاف الرأي والحجة حسب الانتماء الحزبي يدعونا ذلك لمناشدة رئيس الجمهورية إلى إلغاء الانقسام في العمل النقابي التربوي فالمعلم والتعليم يحتاجان إلى توحيد النقابة حتى يتحد الموقف التربوي نحتاج فعلا أن نجعل التعليم بعيدا عن المناكفات الحزبية بكل مضامينه ونؤكد ان إضرابنا حقوقي ومطلبي بعيدا عن أي ولاءات حزبية مؤمنين بأهمية دور المعلم في بناء الأوطان وأهمية دوره في تخريبه ايضا وعلى هذا الاساس أعطوا المعلم حقه حتى يتقن عمله ويجيد بناء الاجيال . رابط المقال على الفيس بوك